الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم كتابة الروايات التي تشتمل على ما يسمى باللعنة

السؤال

أريد أن أكتب رواية، وأضمنها شيئا كثيرا مما يظهر في الأنمي ـ رسوم متحركة يابانية ـ وهو اللعنة، ولا أعرف كيف أشرح جيدا، وهو حدوث أمر غير طبيعي، وقد تسببت لعنة ما بذلك، وكمثال دخل شخص غابة ملعونة كل من يدخلها يصيبه مرض ما، وبالفعل أصيب من دخلها بالمرض فما هو حكم الأمر المسمى باللعنة؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الذي ينبغي هو استبدال لفظة اللعنة بغيرها مما يؤدي معناها، حتى لا تؤثر على المتلقي تأثيرا سلبيا، فيتعود على لفظة اللعن، ويهون أمرها عنده، ويفهم من كلام بعض المعاصرين المنع من الإخبار عن شيء بأنه ملعون، إلا بخبر الشرع، قال الدكتور خالد المصلح: قول الرجل في الشيء إنه ملعون، سواء أكان حيا أم جمادا، كقوله: بلدة ملعونة، أو فلان ملعون، ونحو ذلك لا يخلو من حالين:

الأول: أن يكون خبرا، فهذا لابد أن يستند إلى خبر صحيح عن الله تعالى، أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم، ومثال ذلك ما رواه الترمذي ـ 2322 ـ وابن ماجة ـ4112 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، وعالم أو متعلم ـ فإذا أخبر الإنسان عن الدنيا بهذا فهو مستند إلى نص.

الثاني: أن يكون إنشاء للعن، فهذا لا يجوز، ويندرج فيما جاءت به النصوص من النهي عن اللعن، كقوله صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان، ولا بالفاحش البذيء ـ أخرجه أحمد ـ3646 ـ والترمذي ـ1977ـ من حديث علقمة عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ بإسناد صحيح، وكذا ما أخرجه مسلم ـ 2598 ـ عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يكون اللعّانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة ـ وما رواه أبو داود ـ4905 ـ عن أبي الدرداء رضي الله عنه بإسناد جيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينا وشمالا، فإن لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن، فإن كان أهلا وإلا رجعت إلى قائلها ـ ويشهد له ما أخرجه أحمد ـ3831 ـ بإسناد جيد عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللعنة إذا وجهت إلى من وجهت إليه، فإن أصابت عليه سبيلا أو وجدت فيه مسلكا وإلا قالت: يا رب وُجِّهت إلى فلان فلم أجد فيه مسلكا، ولم أجد عليه سبيلا، فيقال لها: ارجعي من حيث جئت. اهـ.

وراجعي حول القصص والروايات الفتوى رقم: 308146.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني