الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الشك في خروج المني بسبب الوسواس

السؤال

اعذروني على كثرة أسئلتي، ولكن لا يوجد أحد أستشيره وأثق به، إلا أنتم جزاكم الله خيرا.
أعاني من الوسوسة في خروج المني، وإن أصابتني الشهوة، أو لم أتعرض لشهوة، فإني أفتش في جميع ثيابي الداخلية، وأفتش في ذكري حتى أصبح في بعض الأحيان يؤلمني، فاليوم ذهبت للمدرسة، ولم أتعرض للشهوة مطلقا، ولم أشعر بلذة ودفق، ودخلت للحمام ولم أجد منيا، وبسبب الوسوسة كأني لاحظت سائلا، وعصرت ذكري، ولم أجد شيئا، لكن دائما أقول في نفسي: ماذا لو خرج المني، ولم أفتش، ولم أغتسل، فأصبح كل هذا في ذمتي؟
أرجوكم ماذا أفعل؟ أخاف أن أكون كافرا؛ لأني لم أغتسل، والله في أوقات أبكي خوفا من الله ألا يتقبل صلاتي.
إذا أجنب الإنسان ولم يغتسل.
فهل يرحمه الله يوم القيامة، ويشفع له النبي صلى الله عليه وسلم، ويدخل الجنة؟ إذا احتلم، ولم يتيقن خروج المني؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا علاج لهذه الوساوس التي تعاني منها سوى الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، وانظر الفتوى رقم: 51601، ورقم: 134196.

فإذا شككت في خروج المني منك، فدع هذا الشك ولا تبال به، وابن على الأصل، وهو أنه لم يخرج منك شيء، ولا تفتش، ولا تبحث عما إذا كان خرج منك شيء أو لا، وصلاتك صحيحة والحال هذه؛ لأنك فعلت ما أمرك الله به، وشرعه لك، فلا داعي للقلق والاضطراب، واستحضر رحمة الله بعباده، وأنه أرحم بعبده من الأم بولدها، وأنه لا يكلف نفسا إلا وسعها، فأنت إذا تجاهلت هذه الوساوس، فقد عملت بالشرع، وأرضيت الله تعالى، وطبقت تعاليم الإسلام، وإذا استرسلت مع الوساوس، أرضيت شيطانك وأشمته فيك، وبقيت معذبا تذوق مرارة هذه المعاناة، فنصيحتنا لك ولغيرك من المبتلين بهذا الداء، هي تجاهل الوساوس، وعدم المبالاة بها، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني