الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

يقول بعض من يزعمون أنهم مفكرون إسلاميون، كما يدعي العلمانيون، والمستشرقون، وأصحاب محلات حجاب الموضة، ومحررو ومحررات مجلات حجاب الموضة، ودعاة حركات تحرير المرأة: إنه وفقا للقاعدة الفقهية التي تقول: إن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والعُرف والحال ـ فإنه يجب أن تتغير فتوى العلماء والمشايخ: بعدم وجوب الحجاب الصحيح بشروطه التي حددها العلماء واستبداله بحجاب الموضة! أو حتى خلع الحجاب تماما!! حيث إننا نعيش في عصر النت والدش والمحمول وسفن الفضاء، وليس عصر الجِمال! فلكل عصر طبيعته! أرجو الرد الشافي: المدعم بآيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة، وأقوال العلماء: على هذه الشبهة الخطيرة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فالقول المذكور في السؤال لا يخفى سقوطه وتغني حكايته عن رده، فالحجاب لم يشرع لأن الناس كانوا يركبون الإبل أو الحمير حتى يقال إننا في عصر السفن والنت وغيرها، وإنما شرع صونا للأعراض ودرء لفتنة النظر، والمشكلة ليست في تلك القاعدة الصحيحة، وإنما في تطبيقها في غير محلها، وقد سبق لنا أن أصدرنا فتوى مفصلة حول هذه القاعدة وضوابطها وهي برقم: 130967، بعنوان: تغير الفتوى بحسب تغير الأزمنة والأمكنة والأحوال ليس على إطلاقه.

كما سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في بيان فرضية الحجاب وأدلته من الكتاب والسنة؛ كالفتاوى التالية أرقامها: 5561 ، 17037، 18119، 116942.

وما في تلك الفتاوى يكفي في بيان الحق والرد على تلك الترهات المشار إليها في السؤال التي لا ترقى أن توصف بأنها شبهات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني