الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التقرب إلى الله أوقات الشدائد والدعاء من علامات الإيمان

السؤال

أشكر كل القائمين على هذا العمل، جزاكم الله كل خير.
سؤالي هو: رزقني الله بطفل مصاب بثقب القلب، كان الطبيب في البداية قد طمأنني على الحالة، ومع ذلك كان عندي حزن شديد عليه، وعند آخر زيارة للطبيب، أخبرني أنه لا يوجد تحسن، ولكن الحالة مستقرة، لو حدث جديد فيمكن أن يحتاج -لا قدر الله- لتدخل. وبعدها جاءتني حالة من الصبر -سبحان الله- وفوضت أمري لله، وعندي حسن ظن بالله أنه إن شاء الله سوف يشفيه من عنده، لكني أريد أعمق إحساس حسن الظن بالله بداخلي؛ لأنه تراودني وساوس كلما قربت من الله بأني منافقة، وأفعل ذلك من أجل شفاء ابني فقط، لكني حقيقة أريد أن أقترب من ربنا جدا، وأعمق حسن الظن به؟
وهل من أجل أن يستجيب الله دعائي لا بد أن أستغفر وأتصدق، وأصلي بنية التقرب من الله فقط، وليس بنية شفاء ابني؟
أرجوكم أفيدوني في أمري.
وحاليا أشعر برضا عن مرض ابني، ولكن لا أريد أن أمارس حياتي بشكل طبيعي، أتقرب من الله، وأصلي، لكن لا توجد عندي القدرة ولا الرغبة في ممارسة أعمالي اليومية، والاعتناء ببيتي ونفسي، وزوجي، وأحيانا يوجد بداخلي ضيق، وأشعر باكتئاب وحزن.
فهل هذا حرام، أم إحساس طبيعي نتيجة الظروف التي أمر بها؟
أرجوكم ساعدوني في أمري كيف أصبر، وأحسن الظن بالله، وأمارس حياتي بشكل طبيعي؟
وكيف أتقرب من الله جدا وأرضيه؛ لكي يرضى عني؟
وشكرا جزيلا لكم.
وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فوطني نفسك على الرضا بقضاء الله والتسليم لحكمه، واعلمي أن الله لا يقضي لك قضاء إلا كان خيرا لك، ولا حرج في عمل الصالحات بقصد أن يشفي الله ولدك، وليس هذا من النفاق في شيء، بل التقرب إلى الله أوقات الشدائد، واللجأ إليه سبحانه لا إلى غيره، من علامات الإيمان، وفي الحديث: إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.

وأذهبي عنك الحزن والاكتئاب، بالتفكر في حكمة الله تعالى وسعة رحمته، وأنه أرحم بك وبابنك، من الأم بولدها، وأنه لا يقضي للمؤمن إلا ما هو الخير له، فأقبلي على حياتك، مجتهدة في طاعة الله تعالى، مكثرة من دعائه، محسنة ظنك به سبحانه، راجية فضله ورحمته، واجتهدي في الدعاء؛ فإنه من أعظم أسلحة المؤمن، وعمقي حسن ظنك بالله تعالى، بالفكرة في رحمته الواسعة التي وسعت كل شيء، وحكمته البالغة؛ فإنه سبحانه لا يقضي شيئا إلا لحكمة، نسأل الله أن يعافي ولدك، ويسلمه من المكروه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني