الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

السلام عليكم وبعد:
فهل يعد من رمى بنفسه من أعلى الطوابق ومات منتحرا كافراً خاصة أنه يعاني منذ 18 سنة مرضا عصبيا يتناول بسببه الدواء بأمر من الطبيب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن قتل المسلم نفسه عمدًا يُعد كبيرةً من أعظم الكبائر، لكن لا تخرجه عن الإسلام، كما مرّ في الفتوى رقم: 23031، والفتوى رقم: 21282. أما بالنسبة للمذكور: فإن كان أقدم على الانتحار لآلامٍ أصابته لم يصبر عليها، أو لقنوط ويأس اعتراه، فقد ظلم نفسه، وفعله هذا يدخل تحت قتل النفس عمدًا، والذي كما ذكرنا من أكبر الكبائر. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً، فقال لرجل ممن يدعي الإسلام: هذا من أهل النار، فلما حضرنا القتال قاتل الرجل قتالاً شديدًا، فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول الله، الرجل الذي قلت له آنفاً إنه من أهل النار، فإنه قاتل اليوم قتالاً شديدًا، وقد مات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إلى النار. فكاد بعض المسلمين أن يرتاب، فبينما هم على ذلك إذ قيل: إنه لم يمت، ولكن به جرح شديد، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه. فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله، ثم أمر بلالاً فنادى في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر. متفق عليه. وأما إن كان أقدم على الانتحار وهو في حالة قد فقد فيها وعيه، وصار لا يعقل ما يفعله فلا شيء عليه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق. حديث صحيح رواه أحمد وغيره. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني