الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إساءة الرجل لأم أولاده ليس مسوغًا لعقوق الأولاد

السؤال

أبي كان لا يعامل أمي جيدًا، ولكن قبل وفاتها أصبح أفضل من ذي قبل، وقد توفيت أمي، ويقال: إنها مرضت بسبب أبي، فكيف أعامل أبي؟ ألا يجب أن أعامله كأي أب، أم أعامله بشي من الجفاء؛ لأنني لا أنسى أمي، فهذا الرجل جعلها تتألم كثيرًا؟ أليس هذا من ضعف الذات، ودناءتها؟ وهو الآن أفضل وجيد جدًّا، وتزوج، أيجب أن أكدر عليه، وأجعله لا ينسى فعلته أم ماذا؟ أفتوني في أمري، جزيتم خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك بر أبيك، والإحسان إليه، ولا تجوز لك الإساءة إليه، أو معاملته بجفاء، فإنّ ذلك من العقوق المحرم، بل من كبائر الذنوب، وحق الوالد على ولده لا يسقط بظلمه، أو وقوعه في المعاصي، فإذا كان الوالد قد أساء إلى أمّك، فليس ذلك مسوغًا للإساءة إليه، فكيف إذا كان قد رجع عن الإساءة إليها في آخر عهدها؟

وقد لحقت أمّك -رحمها الله- بربها، فلا ينفعها جفاؤك لأبيك، ولكن ينفعها -بإذن الله- دعاؤك لها، وصدقتك عنها، فاحرصي على ما ينفع، واحذري من عقوق والدك، واجتهدي في بِرّه، فعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب، أو احفظه. رواه الترمذي، وابن ماجه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني