الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يؤاخذ التائب بمعاصيه الماضية

السؤال

فيما مضى كنت أتذمر وأتضايق من عيشتي، وأحيانا أسب الدين، وفي الوقت الحالي أصبحت أصبر وندمت على تذمري، وأصبحت أحمد الله وأستغفره، فهل علي إثم فيما مضى؟ وهل أكسب أجر الماضي؟ وماذا عن الوقت الحالي؟ وهل أكسب الثواب أيضا، لأنه إذا سألني أحد أرد عليه بالحمد لله رغم حالي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما كنت تفعله في الماضي من أشنع المنكرات وأقبح الموبقات وبخاصة سب الدين، فإنه كفر ـ والعياذ بالله ـ وما دمت قد تبت إلى الله تعالى، فإن التوبة تمحو ما قبلها من الإثم ويعود التائب مهما عظم ذنبه كمن لم يذنب، كما قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

ومن ثم، فلا تؤاخذ بما وقع منك في الماضي ما دمت قد تبت منه، والله قادر على أن يبدل بتوبتك سيئاتك حسنات، وكلما كانت توبتك أصدق كانت مثوبتك أعظم، وانظر الفتوى رقم: 258124. وبمراجعتها يتبين لك السبيل لكي تثاب على ما وقع منك في الماضي، وأما في الحاضر: فكلما صبرت ورضيت بقضاء الله وحمدته على صنعه كان ذلك مثوبة لك بلا شك، وننصحك بالتسليم لحكم الله والرضا بقضائه وأن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن تعلم أن الله تعالى حكيم يضع الأشياء كلها في مواضعها ويوقعها في مواقعها، فلا اعتراض على حكمه، ولا تبديل لكلماته سبحانه وبحمده.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني