الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المجاهدة تصير الطاعة قرة عين وبهجة نفس ونعيم روح

السؤال

أنا شاب أسعى جاهدًا لطاعة ربي ـ والحمد لله ـ بدأت في الاستقامة، لكن تمر عليّ أيام صعبة جدًّا، أعجز فيها عن قراءة القرآن، وذكر الله، وطلب العلم، وفي الفترة الأخيرة كدت أهلك، وأصاب بالجنون من كثرة الذنوب، فقررت أن أتوب توبة عامة من كل المعاصي، والحمد لله تبت، وشعرت بفرح، وانشراح كبير، وحدث لي شيء غريب، فساءت حالتي من جديد، وعادت الهموم، والغموم، وضعف إيماني، وأنا أشعر بوجود خللٍ ما عندي، ولا أدري كيف أصلحه، فما نصيحتكم لي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذه الغموم، والهموم التي عاودتك إنما هي من إلقاء الشيطان في قلبك؛ ليحزنك، ويحول بينك وبين ما أردته من الاستقامة، ونصيحتنا لك أن تصبر، وتصابر، وتحقق صدق التوبة، وتلجأ إلى الله تعالى داعيًا مبتهلًا متضرعًا منيبًا، وسله سبحانه أن يقبل بقلبك عليه، وأن يرزقك استقامة حقيقية، واصحب أهل الخير والصلاح ممن تعينك صحبتهم على طاعة الله تعالى، وجاهد نفسك على الإكثار من النوافل بعد استكمال الفرائض، واعلم أن المجاهدة ستصير الطاعة قرة عينك، وبهجة نفسك، ونعيم روحك، ولكن ذلك لا يحصل إلا بالصبر، والمصابرة، على ما بيناه في الفتوى رقم: 139680.

فأقبل على الله بصدق، وأحسن ظنك به تعالى، واعلم أنه لا يخيب من رجاه، ولا يرد من لجأ إليه، ولاذ بحماه، ومن أدمن طرق الباب ولج، فلا تستسلم لما يلقيه الشيطان في قلبك، وعالجه بالمزيد من الطاعة، والإقبال على الله، والإحسان في طاعته، والتقرب إليه، نسأل الله أن يوفقنا وإياك لما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني