الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم فعل الزوجة ما حلف زوجها بطلاقها عليه ناسية

السؤال

أولا: جزاكم الله خيرا على ما تبذلونه من مجهودات كبيرة، وجعلها الله في ميزان حسناتكم.
سؤالي هو: حلفت على زوجتي بالطلاق أن لا تكلم جارتنا، للاختصار وعدم المشاكل، ولأنه توجد مشكلة بيني وبين زوج جارتنا، وبعد فترة طويلة نسيت زوجتي وكلمتها.
فهل علي كفارة، علما بأني جامعت زوجتي بعد ما قالت لي إنها كلمت جارتنا؟
وإذا كانت علي كفارة فهل يمكن أن أكلم أخي بإخراجها في مصر؛ لأني مقيم بأوروبا؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد وقع الخلاف بين الفقهاء فيما إذا فعلت الزوجة المحلوف عليه ناسية، هل يحصل الحنث ويقع الطلاق أو لا؟

والذي اختاره بعضهم أنه لا يقع.

قال النووي في روضة الطالبين- في الفقه الشافعي-: فصل في حنث الناسي، والجاهل والمكره. فإذا وجد القول، أو الفعل المحلوف عليه على وجه الاكراه، أو النسيان، أو الجهل، سواء كان الحلف بالله تعالى، أو بالطلاق، فهل يحنث ؟ قولان، أظهرهما: لا يحنث. اهـ.

وبناء على هذا القول، لم يقع الطلاق بتكليم زوجتك لجارتكم ناسية، وليس عليك كفارة.

وننبهك إلى الحذر من المسارعة إلى التلفظ بالطلاق؛ لأن ذلك قد تكون عاقبته الندم. وينبغي أن تحرصوا على حل مشكلتكم مع جارتكم هذه، وأن تسود بينكم الألفة والمودة، فللجار على جاره حقوق عظيمة، بينها الشرع الحكيم، وانظر لمزيد الفائدة، الفتوى رقم: 46583.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني