الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لترك ممارسة العادة السرية

السؤال

أنا شاب عمري 25 عامًا، مبتلى بالعادة السرية، ومدمِن عليها جدًّا، وأنا أفعلها باستمرار منذ عام 2007، وفعلتها كثيرًا جدًّا لدرجة أني أفعلها في اليوم أكثر من خمس مرات، وكنت أفعلها أحيانًا أكثر من ثلاث مرات متتابعة وراء بعضها، ولم أكن أعرف ما سأصل إليه، وأصدقائي كانوا يقولون لي: إنها لا تؤثر على الزواج، أو سرعة القذف، وغيره، ولكني الآن أصبحت أقذف بعد ثلاث دقائق، وأصبح عندي خوف شديد جدًّا، ووسواس أن عندي سرعة قذف بسببها، ولن أستطيع أن أكمل العلاقة الجنسية مع زوجتي حين أتزوج، وأصبحت مهووسًا بأن عندي سرعة قذف، وأني لا أستطيع أن أكون زوجًا طبيعيًّا عندما أتزوج؛ لأني أدمنتها، وأفعلها كثيرًا، وأنا أحاول الابتعاد عنها، ولكني لا أستطيع أن أبتعد عنها أكثر من ستة أيام، وأفعل المستحيل حتى لا أعود إليها؛ حتى أني كنت أضع يدي في النار كي لا أفعلها، ولكني أعود إليها.
أنا تدمرت نفسيًّا بسبب هذا الموضوع، وكلما اقتربت من الزواج أخاف جدًّا، وأنا نادم جدًّا، ولا أعرف ماذا أفعل، وأريد أن أتوقف عنها، ولا أستطيع، وأشعر أني مقيد، وكلما ابتعدت أبتعد ستة أيام فقط لا أكثر، وأعود مرة أخرى، وشهوتي تتحكم فيّ بطريقة أكرهها جدًّا، علمًا أني محافظ على صلاتي، وإذا فعلتها أغتسل لأصلي، ولا أضيع صلاتي -والحمد لله- لكني أريد أن أتخلص منها لأني مدمر نفسيًّا بسببها، ودائمًا حالتي النفسية سيئة جدًّا بسببها، ولا أستطيع أن أعيش حياتي بسببها، وأريد أن أعرف هل ستؤثر عليّ عند زواجي أم لا؟ وإذا أثّرت عليّ فهل هناك حلّ؟ مع العلم أني عند القذف أستطيع أن أبعد يدي، وأتحمل وأمسك نفسي، وأطوّل المدة، لكنها لا تطول كثيرًا، وأريد أن أعرف هل أنا مصاب بسرعة قذف أم لا؟ وهل هذا الوسواس الذي دائمًا يهيِّئ لي أني مصاب بسرعة قذف سينتهي أم لا؟ وهل سيؤثر إدماني عليها على زواجي أم لا؟ ولو كان سيؤثر عليّ، فما الحل؟ أرجو منكم أن تردوا على سؤالي، ولا توجهوني إلى سؤال مشابه؛ لأن لا أعتقد أن أحدًا قد يكون أدمنها مثلي، أو حالته مشابهة لحالتي، فأرجو منكم أن تردوا على سؤالي، ولا داعي لتوجّهوني لسؤال مشابه، وقولوا لي: ماذا أفعل؟ فنفسيتي متدهورة جدًّا، فأصبحت إنسانًا محبطًا ويائسًا، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولًا أن الاستمناء، أو ما يعرف بالعادة السرية فعل محرم، يجب عليك أن تتوب منه فورًا، ويجب أن تكون توبتك خالصة لوجه الله تعالى، ابتغاء ثوابه، وخوفًا من عقابه.

واعلم أنك لو جاهدت نفسك بصدق وإخلاص، فإنك ستوفق لترك هذه العادة الذميمة، والتوبة منها، مصداق قوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.

ومما يعينك على التوبة أن تبتعد عن مظانّ إثارة الشهوة، وألا تطلق بصرك إلى ما حرمه الله تعالى، وأن تكثر من الصوم، فإنه وِجاء لمن لا يستطيع الزواج، وبادر بالزواج -إن كنت قادرًا عليه-.

وعليك بصحبة أهل الخير، وإدمان الذكر، والإكثار من الدعاء، وحضور مجالس العلم، وحِلَق الذكر، واشغل نفسك بالنافع من الأقوال والأفعال، ولا تدع لنفسك وقت فراغ، واحرس خواطرك، فإن أصل هذا الفعل هو الخطرة المذمومة، فلو حرست خواطرك فلم تفكر إلا فيما ينفعك في دِينك ودنياك هان عليك الأمر -إن شاء الله-، وراجع الفتوى رقم: 150491.

وإذا تبت ثم عدت وأذنبت، فعد فتُب، ولا تيأس من التوبة مهما تكرر ذنبك، فهذا ما يتعلق بالشق الشرعي من سؤالك.

وأما ما يتعلق بالشق الطبي منه، وهو خشيتك أن تكون مصابًا بسرعة القذف، ونحو ذلك، فراجع بخصوصه قسم الاستشارات بموقعنا، على أنه لو فرض أنك مصاب بشيء من ذلك، فإن علاج تلك الأمراض ميسور -بإذن الله-، فبادر بالزواج، ولا تتردد.

والأصل أن تحسن ظنك بربك تعالى، وأنه لن تواجهك مشكلة، فإن حصل وواجهتك بعض المشاكل، فراجع الأطباء الثقات، وستجد علاجها سهلًا -إن شاء الله-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني