الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شراء الدراجة بين رغبة الابن ومنع الوالدين

السؤال

أرغب في شراء دراجة ولكن والداي لم يوافقا على ذلك، وحججهما في المنع هي أن الشخص الذي يقوم بشراء دراجة كأنه قام بشراء موته علما بأن معظم الناس لم يموتوا بسبب الدراجة والحوادث، وحجتي أنها تساعدني في تجنب ركوب الحافلة التي يكثر فيها الاختلاط بين النساء والرجال وتساعدني على حضور دروس العلم الشرعي، لسهولة التنقل وعدم المشقة، كما تساعدني على صلة الرحم لسهولتها في التنقل مع قلة الوقت، لأنني مقصر في صلة الرحم، كما أنني بدون الدراجة لا أجد وقتا كبيرا للزيارة، فهل لي أن أشتريها بدون رضاهما للمصالح التي ذكرتها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان منع أبويك لك من شراء الدراجة بسبب خوف لا مسوّغ له، فلا تجب عليك طاعتهما في ذلك ما دمت ستنتفع بها ولا ضرر عليهما، لكن ينبغي عليك إقناعهما وإزالة مخاوفهما والتلطف معهما حتى يرضيا، أمّا إذا كان خوفهما عليك من ركوب الدراجة له ما يسوّغه، لكونك لا تحسن القيادة ـ مثلاً ـ فتجب عليك طاعتهما في هذه الحال وتكون مخالفتك لهما في ذلك من العقوق المحرم، فقد جاء عن بعض أهل العلم في ضابط العقوق:... أَوْ مُخَالَفَةُ الْأَمْرِ أَوْ النَّهْيِ فِيمَا يَدْخُلُ فِيهِ الْخَوْفُ عَلَى الْوَلَدِ مِنْ فَوَاتِ نَفْسِهِ أَوْ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِ فِي غَيْرِ الْجِهَادِ الْوَاجِبِ عَلَيْهِ.
وراجع حدود طاعة الوالدين في الفتوى رقم: 76303.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني