الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم وضع المواد المشتراة على مواقع التواصل دون إذن، أو إعارتها

السؤال

سؤالي عن الملكية الفكرية من شقين:
أولا: إذا اشتريت أنا مادة علمية، مثلا مجموعة فيديوهات تعليمية، أو كتبا، ثم أحببت أن تعم الفائدة على معارفي، فأعرتهم إياها للاستفادة. فهل في ذلك حرج؟
أو إذا أردت توسيع دائرة المنفعة، ووضعت هذه المادة العلمية عبر الإنترنت، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو أحد المنتديات دون أخذ الإذن من المؤلف. فهل يجوز هذا؟
الشق الثاني: إذا وجدت مادة علمية ما مثل كتب أو غيرها، على أحد المنتديات، في حين أنها تباع عبر المنافذ الطبيعية.
فهل لي أن أستفيد منها دون أخذ موافقة صاحبها الأصلي كالمؤلف؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فحقوق التأليف والاختراع أو الابتكار، مصونة شرعا، ولأصحابها حق التصرف فيها، ولا يجوز الاعتداء عليها، كما قرر مجمع الفقه الإسلامي في دورة مؤتمره الخامس. وقد سبق تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 6080. وقد رخص بعض أهل العلم في ذلك للانتفاع الشخصي، بشرط ألا يتخذ وسيلة للتكسب، مع الاقتصار على قدر الحاجة، وراجع الفتوى رقم: 13170.
وبهذا يتضح الجواب على السؤال الثاني، فالمواد العلمية المتوفرة على المنتديات دون إذن أصحابها، لا يجوز استعمالها على وجه التربح، وأما الاستفادة الشخصية منها، فيجري فيها الخلاف السابق، والذي عليه قرار مجمع الفقه هو المنع.
وأما السؤال الأول، فجوابه: أن وضع المواد المشتراة على المنتديات، ومواقع التواصل ونحوها، يعتبر اعتداءً على حقوق أصحابها؛ لأنها بذلك تكون متاحة لجميع الناس، بما يعود بالضرر على ذوي الحقوق. بخلاف الإعارة الشخصية للمعارف والأصحاب، فهذه حكمها حكم إعارة الكتب، ولا تزال عادة المسلمين جارية بها واستحسانها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني