الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بطلان كتابة عقد ينفذ بعد وفاة المورث

السؤال

قمت بسداد قيمة ميراث أختي في بيت أبي وأمي في حياتهما وتم كتابة عقد بذلك على أن ينفذ هذا العقد بعد وفاة أبي وأمي، وتم عمل ذلك بموافقة أبي وأمي ورضاهما التام نظرا لحاجة أختي إلى هذا المبلغ، وقد توفي أبي منذ شهر، فهل علي شيء؟ وماذا يجب علي أن أفعل؟.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحديث في الميراث حال حياة الأبوين لا يخلو من سوء أدب معهما، وكأنه استعجال لموتهما، والموت ليس له أجل يعلم إتيانه فيه، قال الله تعالى: وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {لقمان: 34}.

وقد يموت الصحيح الذي لا يشكو أي مرض قبل المحتضر، وقد يموت الشاب اليافع القوي قبل الشيخ الفاني، وقد يموت الولد قبل والده، بل قد يموت الحفيد قبل جده، ثم إن مال المرء يبقى في ملكه، ولا ينتقل الحق فيه للورثة إلا بعد تحقق موته.

وعليه؛ فلا اعتبار لذلك العقد، وهو باطل وعلى أختك أن ترد إليك ما دفعت إليها من مال، لكن بعد ما توفي الأب فقد صار بإمكانها بيع نصيبها من الميراث في تركته، وأما الأم التي لا تزال على قيد الحياة: فلا يصح لأختك التصرف فيما قد ترثه منها لو ماتت قبلها، ومن يدري من يموت أولا ـ كما سبق بيانه ـ وانظر الفتوى رقم: 71788.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني