الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يرتقي المسلم من درجة الإسلام إلى الإيمان ثم الإحسان؟

السؤال

كيف يرتقي المسلم أو المسلمة من درجة الإسلام إلى الإيمان ثم الإحسان؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد قرر أهل العلم أن الإحسان أعلى مراتب الدِّين، ثم الإيمان، ثم الإسلام، قال السفاريني -رحمه الله-: الدين وأهله -كما أخبر خاتم النبيين، وإمام المرسلين- ثلاث طبقات: أولها: الإسلام، وأوسطها: الإيمان، وأعلاها: الإحسان، فمن وصل إلى العليا فقد وصل إلى التي تليها، فالمحسن مؤمن، والمؤمن مسلم، وأما المسلم فلا يجب أن يكون مؤمنًا، وهكذا جاء القرآن، فجعل الأمة على هذه الأصناف الثلاثة، قال الله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ {فاطر: 32}، فالمسلم الذي لم يقم بواجب الإيمان هو الظالم لنفسه، والمقتصد: الذي أدّى الواجب وترك المحرم، وهو المؤمن المطلق، والسابق بالخيرات هو المحسن، الذي عبد الله كأنه يراه، وقد ذكر الله تقسيم الناس في المعاد إلى هذه الثلاثة في سورة الواقعة، والمطففين، وبالله التوفيق. انتهى.

وإذا تقرر هذا؛ فمن كان ظالمًا لنفسه قد خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا، فهو في مرتبة الإسلام لم يزل، فارتقاؤه إلى درجة الإيمان، ومرتبة الأبرار يكون بالتوبة النصوح من جميع ما هو مقيم عليه من الذنوب، ثم يأتي بجميع ما افترض الله عليه، ويترك جميع ما نهى الله عنه، فإن أراد الترقي إلى مرتبة الإحسان، ومنزلة المقربين السابقين بالخيرات، فليجتهد مع هذا في فعل المستحبات، وترك فضول المباحات، وبقدر اجتهاده في هذا يكون كمال إحسانه وارتفاع درجته، وعلو رتبته عند الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني