الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أود أن أعرف هل كرسي الرحمن الذي تحت العرش يجلس عليه الرحمن عند الساعة -أي عند المحاسبة- أم ماذا؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً حتى أنقل هذه المعلومة بشكل صحيح.
وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فللعلماء ثلاثة أقوال في معنى الكرسي المذكور في قوله تعالى: وَسَعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ[البقرة:255]: - الأول أنه بمعنى علم الله، وهو عن ابن مسعودٍ وابن عباس وسعيد بن جبير وقال به: ابن جرير الطبري، وهو الذي يدل عليه ظاهر القرآن. - الثاني: أنه هو العرش، وهو مروي عن الحسن. - الثالث: أنه موضع القدمين بالنسبة للعرش، وهو مروي عن أبي موسى والسدي ومسلم البطين وابن عباس. وقد روى ابن جرير بسنده إلى عبد الله بن خليفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن كرسيه وسع السماوات والأرض، وإنه ليقعد عليه فما يفضل مقدار أربع أصابع، وإن له أطيطًا كأطيط الرحل وقد رواه أيضًا الخطيب والضياء المقدسي وغيرهما، وضعفه طائفة من أهل العلم منهم: ابن الجوزي والإسماعيلي والألباني وغيرهم. وروى البيهقي في السنن والشُّعَب و الطبراني في الأوسط و ابن أبي عاصم عن بريدة قال: لما قدم جعفر من الحبشة لقيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني بأعجب شيء رأيته بأرض الحبشة. قال: مرت امرأة على رأسها مكتل فيه طعام فمر بها رجل على فرس فأصابها فرمى به، فجعلت انظر إليها وهي تعيده في مكتلها وهي تقول: ويل لك يوم يضع الملك كرسيه، فيأخذ للمظلوم من الظالم، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، فقال: كيف تقدس أمة لا تأخذ لضعيفها من شديدها حقه وهو غير متعتع. وقد صحح الحديث الألباني في ظلال الجنة، ففيه إثبات نصب الكرسي وليس فيه ذكر جلوس الله عليه. فالخلاصة أن وجود الكرسي أمر ثابت من الأحاديث. أما جلوس الله عليه فليس بثابت. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني