الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم النظر إلى المرأة في المرآة

السؤال

أنا موسوس في الكثير من الأمور الدينية والدنيوية، والله المستعان، وقد قرأت لبعض أهل العلم أنه يجوز للموسوس أن لا يأخذ بالأحوط، بل يمكن أن يأخذ في جميع الأمور بالقول الأسهل، ومنهم من قال في الأمور التي يوسوس بها فقط، وأنا موسوس في مسائل كثيرة ومنها مسألة النظر.... وكان مما قرأته ما ورد في حاشية قليوبي وعميرة على شرح المنهاج: وشمل النظر ما لو كان من وراء زجاج أو مهلهل النسج أو في ماء صاف، وخرج به رؤية الصورة في الماء أو في المرآة، فلا يحرم ولو مع الشهوة ـ فهل يجوز لمن هذه حاله من الوسوسة، أن يأخذ بهذا القول، مع أن هذا الأمر سيزيد الشهوة وبالتالي الاستمناء، وهل الاستمناء للمريض بالوسواس القهري جائز طالما أخذ بالقول الأسهل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما الوسوسة: فنحن ننصحك بأن تجاهدها وتسعى في التخلص منها بالاستعاذة والإعراض الكلي عنها، فإنها من شر الأدواء التي متى تسلطت على العبد أفسدت دينه ودنياه، وانظر الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.

وقد بينا في الفتوى رقم: 181305، أنه لا حرج على الموسوس في أن يأخذ بالقول الأسهل, وأن ذلك ليس من تتبع الرخص المذموم.

وأما ما في شرح المنهاج: فالمعتمد عند بعض علماء الشافعية خلافه في حال الشهوة وخشية الفتنة، فقد قال ابن حجر الهيتمي في تحفة المحتاج: خرج مثالها، فلا يحرم نظره في نحو مرآة، كما أفتى به غير واحد.. ومحل ذلك -كما هو ظاهر- حيث لم يخش فتنة، ولا شهوة... .اهـ.

وبناء عليه؛ فلا نرى الأخذ بهذا القول، لأن النظر في الصور يخشى أن يزيد البلاء على الموسوس بإصابته بالعشق وإثارته المفضية للاستمناء، وقد قدمنا في فتاوى كثيرة ضرر الاستمناء وحرمته، وأنه ليس علاجا نافعا لمشاكل الشباب الجنسية، بل يتعين العلاج بالزواج والصوم وشغل الذهن عن التفكير في الأمور الجنسية، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 7170، 5524، 132470، 23868.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني