الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام من وجد بقعة على ثوبه بعد يقظته

السؤال

استيقظت يوم الجمعة ورأيت بقعة بيضاء كانت كبيرة... فاغتسلت، وبعد 3 أيام استيقظت ورأيت بقعة بيضاء صغيرة جدا لا تتجاوز حجم حبة البرغل، فهل هذه البقعة تعتبر من المني ويجب علي أن أغتسل؟ والاحتلام أصبح ينفرني من الغسل وأقول لن أغتسل من الاحتلام، فما هي هذه البقعة وما سبب ظهورها؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن البقعة التي رأيتها بعد نومك لها عدة حالات:

1ـ أن تتحقق كونها منيا، لوجود ما يدل لذلك كرائحة مثلا، فهنا يجب عليك أن تغتسل من الجنابة.

2ـ أن تتيقن كونها مذيا، فيتعين عليك تطهيرها، وليس عليك غسل والحالة هذه, وانظر لبيان كيفية تطهير المذي من البدن والثوب فتوانا رقم: 50657.

واعلم أن بعض أهل العلم يرى العفو عما أصاب الثوب أو البدن من النجاسة إذا كانت يسيرة، ولا حرج عليك في الأخذ بهذا القول ، وراجع الفتوى رقم: 53344.
3ـ أن تجهل حقيقة تلك البقعة هل هي مني أم مذي؟ فإنك مخير, فإن شئت جعلتها منيا، فتغتسل من الجنابة، وإن شئت جعلتها مذيا فتطهرها من بدنك وثوبك, وهذا التخيير هو مذهب الشافعية، جاء في المجموع للنووي: قال أصحابنا: فإن قلنا بالتخيير فتوضأ وصلى في ثوب آخر، صحت صلاته، وإن صلى في الثوب الذي فيه البلل ولم يغسله، لم تصح صلاته لأنه إما جنب، وإما حامل نجاسة، وإن اغتسل وصلى في هذا الثوب قبل غسله، صحت صلاته، لاحتمال أنه مني. انتهى.

وللتعرف على الفرق بين المني والمذي راجع الفتوى رقم: 286204.

وما تراه بعد نومك من قبيل الاحتلام, وهذا له أسباب فقد يكون من الشيطان, أو حديث النفس, أو غير ذلك, كما سبق في الفتوى رقم: 196919.

ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 43636, وهي بعنوان: أمور تصنع للسلامة من الأحلام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني