الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في وصف إنسان بأنه عالم أو معالج أو طبيب

السؤال

ما حكم قول: فلان علمني كذا، أو فلان عالجني...؟ وهل تكون كفرا؟ مع علم القائل أنها مجرد أسباب؟ وهل يصح قول كلمة: طبيب للبشر؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا حرج في الإخبار عن مخلوق أنه يعلم الناس أو يعالجهم، ولا يكون ذلك كفرا، مادام يعتقد أن الشخص مجرد سبب فقد قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ {الجمعة:2}.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه. رواه أبو داود.

وفي بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخبار للكلاباذي عند شرح حديث: لا يشكر الله من لا يشكر الناس ـ قال المؤلف: إذا أنعم الله تعالى عليك بواسطة عبد من عباده في نفع لك أو دفع عنك، أوجب عليك شكره، والمنعم في الحقيقة هو الله تعالى، قال الله تعالى: وما بكم من نعمة فمن الله ـ فوجب عليه الشكر لله تعالى فيما أنعم به عليك، ووجب عليك شكر من جعله سببا لنعمة النفع والدفع، كالشكر لله تعالى، أوله رؤية النعمة بالقلب من الله تعالى.... وشكر من جرت النعمة على يديه بالمكافأة له، والثناء عليه، ومعنى الثناء نشر الجميل عنه، وحسن الدعاء له، فمن قدر كافأ، ومن عجز دعا والمكافأة مع القدرة، والدعاء عند العجز أيسر الشكرين: شكر الله تعالى، وشكر العباد، ومن ضيع شكر العباد الذي هو أيسر الشكرين، كان بشكر الله تعالى الذي هو أعظمهما قدرا، وأعسرهما مراما أضيع، فكأنه قال: لا يكون قائما بشكر الله مع عظم شأنه من لم يقم بشكر الناس... اهـ.

وأما وصف المخلوق بأنه طبيب: فقد جاء في عدة نصوص، منها ما في صحيح مسلم عن جابر، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بن كعب طبيبا، فقطع منه عرقا، ثم كواه عليه.

وفي سنن أبي داود مرفوعا: أيما طبيب تطبب على قوم، لا يعرف له تطبب قبل ذلك فأعنت، فهو ضامن ـ قال عبد العزيز: أما إنه ليس بالنعت، إنما هو قطع العروق والبط، والكي. والحديث حسنه الألباني.

وفي الاستذكار لابن عبد البر: أن عليا ـ رضي الله عنه ـ خطب الناس فقال: معشر الأطباء والمتطببين والبياطرة، من عالج منكم إنسانا أو دابة فليأخذ لنفسه البراءة، فإنه من عالج شيئا ولم يأخذ لنفسه البراءة فعطب فهو ضامن. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني