الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القنوط من رحمة الله بين الكبيرة والكفر

السؤال

هل القانط من رحمة الله في أمور الدنيا مثل الشفاء والرزق والولد، أو القانط من التوبة ومن أن الله سيغفر له ذنوبه مع انعدام الرجاء، يعتبر كافراً؟ وهل المقصود بالقنوط القنوط من التوبة أم تدخل في ذلك أيضاً أمور الدنيا؟ مع عدم إنكار سعة رحمة الله؟ وهل المسألة فيها خلاف إذا انعدم الرجاء تماماً؟ ونفس الشيء في انعدام الخوف، وهل هو كفر بالإجماع ؟ لأنني مرة أقرأ أنها كبيرة ومرة قرأت أنها كفر.
وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالقنوط من رحمة الله إذا لم يتضمن إنكار سعة رحمة الله، فهو كبيرة لا كفر، وانظر تفصيل كلام العلماء في الفتوى رقم: 250888.

وهذا القنوط يكون في أمور الدنيا كما يكون في أمور الآخرة، وهو مذموم بكل حال، وانظر الفتوى رقم: 115851.

وإذا علمت هذا وتبين لك أن ما تذكره من صور القنوط محرم إذا كان الشخص يستحضر سعة رحمة الله تعالى، فاعلم أن كثرة التفكر في رحمة الله تعالى وآلائه ونعمه على عباده تنجي من هذا القنوط.

ثم إنه قد ظهر لنا من أسئلتك ما أنت مصاب به من الوساوس، ومن ثم فإنك قد تظن قنوطا ما ليس كذلك، وتتوهم أمورا لا حقيقة لها، فعليك بمدافعة الوساوس وترك الاسترسال معها، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني