الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

على الشخص الجمع بين برّ الوالدين والإحسان إلى الزوجة

السؤال

أنا متزوجة منذ خمس سنين، وعندي بنتان، وزوجي بارٌّ بأهله، لكنه أحيانًا يضغط عليّ كي يبرّ أهله، وأنا الآن في منزل بالقرب من أهلي، ويسكن معي والد زوجي منذ سنة ونصف، وزوجي الآن يريد نقلي إلى بيت بجانب بيت أمه برًّا بها، وأنا أريد بيتًا يخصني، ووالد زوجي لا أعلم متى سيترك منزلنا، وينتقل إلى منزله، وعندما أسأل زوجي بخصوص وقت إقامته لدينا يقول: إنه لا يوجد وقت محدد لذلك، وإنه والده، وهذا منزله، ويقول: من لا يعجبه ذلك فالباب يسع جملًا،والشقة التي وجدناها بجانب والدته كان فيها حمام وغرفة مستقلة، فطلبت منه أن يغلق الباب الفاصل بيني وبين والده؛ كي يكون لديّ القليل من الخصوصية، فرفض، وأعاد ما قاله سابقًا، فهل أنا مخطئة عندما طلبت له أن يغلق الباب الذي بيني وبينه، مع العلم أن والد زوجي ليس بكبير في السن ويعمل؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلم تكوني مخطئة حين طلبت منه جعلك في جزء من البيت مستقل عن أهله، فهذا من حقك، وهو مطالب شرعًا بتحصيله، وراجعي الفتوى رقم: 66191.

وقد أخطأ زوجك وأساء إن كان قد رد عليك بهذه العبارات المتضمنة لنوع من الجفاء، والغلظة، فقد يكون ذلك مدخلًا للشيطان، وحصول الخصام، قال رب العزة والجلال: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا {الإسراء:53}.

وإذا كان هذا الأمر الذي تضمنته الآية في حق عامة الناس، فهو متأكد في حق الزوج مع زوجته؛ لأنه مأمور بحسن معاشرتها، كما قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.

وله أن يبر والديه، وهو من حقهما عليه، ولكن في الوقت نفسه لا يجوز له أن يظلم زوجته، فلها حق عليه أيضًا، فليعرف لكل ذي حق حقه.

ووصيتنا لك بالصبر عليه، والتفاهم معه بالحسنى، وإن تطلب الأمر أن توسطي بعض الفضلاء، فافعلي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني