الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز تقبيل الرجل وجه صاحبه

السؤال

ما حكم تقبيل الرجال بنفسهم بعضهم بعضا في الوجه؟ وما هي السنة في ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فتقبيل الرجال بعضهم لبعض في الوجه مكروه إلا لقادمٍ من السفر ونحوه، نص على ذلك أهل العلم، قال الإمام النووي في الأذكار: وأما المعانقة وتقبيل الوجه لغير الطفل ولغير القادم من سفر ونحوه فمكروهان، نصَّ على كراهيتهما أبو محمد البغويّ وغيره من أصحابنا، ويدلَّ على الكراهة ما رويناه في كتابي الترمذي وابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله؛ الرجل منَّا يلقى أخاه أينحني له؟ قال: لا. قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: لا. قال: فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: نعم. قال الترمذي: حديث حسن. والدليل على أن تقبيل الرجل وجه صاحبه إذا قدم من سفرٍ ونحوه لا بأس به، ما رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، فأتاه فقرع الباب فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عريانًا يجر ثوبه، والله ما رأيته عريانًا قبله ولا بعده، فاعتنقه وقبله. ومحل الكراهة لتقبيل غير القادم من سفرٍ أو الجواز للقادم من السفر ونحوه، إنما هو مع عدم الشهوة، فإذا كان لشهوة فهو حرام مطلقًا، والسنة إذا لقي المسلم أخاه المسلم أن يصافحه، كما دل عليه الحديث المذكور في أول الفتوى ، وكما دل عليه أيضًا ما في صحيح البخاري عن قتادة أنه قال لـ أنس رضي الله عنه: أكانت المصافحة في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. وفي الصحيحين من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة توبته، قال: فقام طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه يهرول حتى صافحني وهنأني. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني