الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تخيل الطلاق وإنشائه في النفس والنطق به استرسالا مع التخيلات

السؤال

عندما أغضب من زوجتي بسبب عدم سماعها لكلامي في ملابسها وغير ذلك، وعندما تهددني بالطلاق أبدأ بالتفكير فيه، فكثيرا ما فكرت في هذا الأمر في داخل نفسي، وأنني عندما أتصل بها سأرمي عليها الطلاق، وكثيرا أتخيل حصول موقف معين معها في المستقبل، وأنني أقول لها طالق، فهل تكرار إنشاء الطلاق في النفس يوقعه؟ وإذا تخيل الزوج موقفا في المستقبل مع زوجته، وأنه يطلقها في ذلك الموقف، لكنه تلفظ به في الحال استرسالا مع أفكاره، أو انتقال الفكرة إلى حديث حقيقي، أي أن الزوج لا يريد إنشاء الطلاق في الحال، لكنه يريد إنشاءه في المستقبل، أو يفكر في ذلك، فخرج اللفظ منه في الحال، فهل يقع الطلاق؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالطلاق له أركانه، ومنها التلفظ بالطلاق، قال خليل المالكي في مختصره وهو يبين أركان الطلاق: وركنه ـ يعني الطلاق ـ أهل، وقصد، ومحل، ولفظ. اهـ.

فمن وقع في نفسه الطلاق، أو تخيله تخيلا، ولم يتلفظ به، لم يقع طلاقه، ومن يتخيل أنه يطلق زوجته، ويسترسل مع أفكاره، ويتلفظ بالطلاق، وهو لا يريد أن يوقعه عليها في الحال، فمثله واقع تحت سلطان الوسوسة، ومن كان حاله كذلك لا يقع طلاقه، وانظر الفتوى رقم: 102665.

ومن ابتلي بمثل هذه الوساوس فعليه أن يجتهد في مدافعتها، والإعراض عنها، فهذا من أفضل ما تعالج به، هذا بالإضافة إلى الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والمحافظة على الأذكار والرقية الشرعية. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 3086.

وننصح باتقاء الغضب وأسبابه قدر الإمكان، فإنه مدخل عظيم من مداخل الشيطان إلى النفس، وسبب من أسباب الفرقة وتشتت شمل الأسرة. وراجع في كيفية علاج الغضب الفتوى رقم: 8038.

وينبغي أن يعمل الزوجان على كل ما يكون فيه استقرار الأسرة؛ بالاحترام المتبادل بين الزوجين، وقيام كل منهما بحقوق الآخر عليه، ونحو ذلك، ولمعرفة الحقوق الزوجية نرجو مطالعة الفتوى رقم: 27662.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني