الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مذاهب العلماء في النظر إلى المدرسة أثناء التعليم

السؤال

أريد أن أسأل عن حكم عدم الانتباه في المحاضرات في الجامعة، فوالدي يُنفِق عَلَي، ويعطيني مصروفي، لأذهب إلى الجامعة وأحضر المحاضرات، وأنا ـ بفضل الله ـ إذا جاء يوم لم أحضر فيه، أقول له بوضوح إنِّني لم أحضر ذلك اليوم، أو أخصم ذلك من مصروفي فيما بعد بتحمُّل بعض التَّكاليف عن أبي في الدِّراسة بقدر تكاليف الأيام التي لم أحضرها، خشية أن يكون هذا المال حراما، ولكن إذا حضرت المحاضرة ولم أنتبه لها، أو نمت في المحاضرة، أو تشاغلت عنها في بعض الفترات، فهل يكون المال الذي آخذه من والدي حراما في هذه الحال؟ وأريد أيضًا أن أُبَيِّنَ أنِّني اطَّلعت على فتواكم بأنَّه لا يجوز النَّظر للمُدَرِّسة، وأنَّ هذا ليس من الحاجة المُبيحة للنظر إلى المرأة، وهذا الأمر يتسبَّبُ في أنِّني أجلس طوال المحاضرة لا أفهم شيئًا ممَّا يُقال، ولا أستطيع النَّظر إلى السبورة، حتى لا أنظر إلى المُدَرِّسة، وهذا الأمر يجعلني أقضي وقت المحاضرة في اللعب والنوم وعدم الاهتمام والتركيز، لأنِّني عندما أحاول سماع الشَّرح دون النَّظر إلى السبورة، لا أفهم شيئًا، وفكرت في أن أجلس بجوار أحد الأشخاص يكتب المحاضرة، فأنظر فيما يكتب وأنا أسمع الشرح، لكنِّني لا أريده أن يسخر منِّي إذا علم أنِّني أفعل ذلك لأنِّني لا أريد النَّظر إلى المُدَرِّسة، فهل يجوز لي النَّظر إلى السبُّورة، وغضِّ البصر كلَّما ظهرت أمامي المُدَرِّسة، مع العلم أنَّ ذلك سيجعلني أنظر إليها كثيرًا، لكثرة حركتها أثناء المحاضرة؟ وهل ذلك من النَّظر المعفوّ عنه بغير قصد؟ وما قولكم في عدم انتباهي وتركيزي في المحاضرات وحكمه؟.
وجزاكم خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالنظر إلى الأجنبية بشهوة أو مع خوف الفتنة لا يجوز, أمّا النظر بغير شهوة مع أمن الفتنة، فمختلف في حكمه، وقد أجازه بعض أهل العلم عند التعليم، وقصره بعضهم على التعليم الواجب المتعين، وبعضه على التعليم عموماً، فقد جاء في إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين: فلا يحل لرجل مس وجه أجنبية وإن حل نظره لنحو خطبة أو شهادة أو تعليم.

وفي حاشية البجيرمي على الخطيب: وقول الشارح: والمعتمد إلخ... إشارة إلى جواب آخر حاصله حمل ما هنا على ما هو أعم مما ذكره السبكي والمحلي، بحيث يشمل الواجب والمندوب والمرأة والأمرد، ولا ينافيه ما في الصداق من منع تعليم الزوجة المطلقة، لأن ذلك المنع لمعنى فيها لم يوجد في غيرها، فما هنا محمول على غيرها، فلا تنافي.

ومنع بعض أهل العلم نظر الرجل إلى المعلمة ولو بغير شهوة إلا إذا كانت عجوزاً لا تشتهى، وراجع الفتوى رقم: 22220.

وعليه؛ فما دمت بحاجة إلى النظر إلى المعلمة أثناء الدرس حتى تستفيد من المحاضرات، فلا مانع من العمل بقول من يقول بجواز النظر بغير شهوة مع أمن الفتنة، وعليك أن تغض بصرك ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16}.

ونوصيك بأن تستعين بالله وتكثر من الذكر والاستغفار وتدعو الله أن يحفظك من الفتن، وبخصوص حكم عدم الانتباه في المحاضرات راجع الفتوى رقم: 344899.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني