الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

عندي خادمة عقدها سنتان، ومضى على وصولها 10 أيام، وعندي فرصة 3 أشهر لاستبدالها أو إرجاعها في حال أي مشكلة واجهتني من الطرفين، ولم أرتح لها.. وقد وضعت لنا قبل يومين بولها في الشاي وأرادت الذهاب للمكتب، ولكنها عدلت عن قرارها وتريد العمل عندي، فهل يجوز أن أرجعها للمكتب، لأنني أخاف من قطع رزقها أو ظلمها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك في طلب استبدال هذه الخادمة من المكتب أو إرجاعها ما دام حالها كما ذكرت، ولكون العقد يتضمن ما يسوغ لك ذلك، وانظري الفتوى رقم: 315595.

وليس في ارجاعها أو طلب استبدالها والحال ما ذكر ظلم لها أو قطع لرزقها، واعلمي أن كل مخلوق قد كتب الله له رزقه، والله سبحانه وحده هو الرزاق، وهو سبحانه الذي يعطي ويمنع، ولا أحد من البشر يقدر على قطع رزق قسمه الله لعبده إلا بإذنه تعالى، قال سبحانه: مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {فاطر:2}.

وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لا تستبطئوا الرزق، فإنه لن يموت العبد حتى يبلغه آخر رزق هو له، فأجملوا في الطلب: أخذ الحلال، وترك الحرام. أخرجه ابن حبان في صحيحه.

ولن يمنع العبد ذرة زرق كتبها الله لعبده ولو اجتمع الخلق كلهم على منعه منها، ولن يعطى العبد ذرة رزق لم يكتبها الله له ولو اجتمع الخلق كلهم لإعطائها إياه، قال صلى الله عليه وسلم: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني