الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مكالمة الشاب فتاة أجنبية وتحريضها على فراق زوجها ليتزوجها

السؤال

ما حكم الكلام في الشات، أو الهاتف مع بنت مكتوب كتابها، والرغبة والعمل على طلاقها من هذا الشخص؛ لأنها لا تحبه، ومجبرة على الزواج منه؛ كي تتزوج الشخص الذي يكلمها في الهاتف؟ وهل هذه تعد خيانة زوجية؛ لأنها في حكم المتزوجة، أم لا؟ وما ذنبه وذنبها؟ وكيف يكفر عنه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمكالمة الشاب فتاة أجنبية، وتحريضها على فراق زوجها ليتزوجها، حرام بلا ريب، ومنكر عظيم، وخيانة للأمانة، فتخبيب المرأة على زوجها من كبائر الذنوب، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبّب امرأة على زوجها، أو عبدًا على سيده. رواه أبو داود.

بل ذهب بعض العلماء إلى عدم صحة زواج المرأة ممن خببها على زوجها، معاقبة له بنقيض قصده، قال الرحيباني الحنبلي -رحمه الله-: وَقَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ، فِي جَوَابِ سُؤَالٍ صُورَتُهُ: مَنْ خَبَّبَ أَيْ: خَدَعَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا حَتَّى طَلُقَتْ; ثُمَّ تَزَوَّجَهَا، يُعَاقَبُ عُقُوبَةً; لِارْتِكَابِهِ تِلْكَ الْمَعْصِيَةَ، وَنِكَاحُهُ بَاطِلٌ فِي أَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ فِي مَذْهَبِ مَالِكٍ، وَأَحْمَدَ، وَغَيْرِهِمَا، وَيَجِبُ التَّفْرِيقُ بَيْنَهُمَا.

فالواجب على الشاب والفتاة قطع هذه العلاقة فورًا، والمبادرة بالتوبة إلى الله تعالى، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه.

وإذا كانت الفتاة كارهة لزوجها، فلها أن تختلع منه، ولا حق لوليها في إجبارها على الزواج من غير رضاها، وانظر الفتوى رقم: 4043، والفتوى رقم: 31582.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني