الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى صلاحية فتاوى ابن تيمية لواقعنا المعاصر

السؤال

هل أستطيع قراءة مجموع الفتاوى بمفردي، ﻷنه في تركيا لا يوجد مشايخ كما أريد ـ حسب ما أعلم ـ وسؤالي يتضمن سؤالين:
الأول: ماذا يجب علي أن أقرأ قبل الفتاوى حتى تكون عندي ركيزة، حيث قرأت القول المفيد وشرح العقيدة الواسطية والأصول الثلاثة، والقواعد الأربع كشف الشبهات، وكتابين في المصطلح وكتاب تفسير وكتاب فقه، وأصبح عندي تقريبا المستوى الأول، وعدة كتب أخرى؟ وهل يكفي أم تنصحون بغيرها قبل الفتاوى؟.
الثاني: الفتاوى كتبت منذ 700 عام تقريبا، فهل ما زالت صالحة كلها إلى الآن أم توجد بها أخطاء؟ وهل قليلة أم كثيرة؟ وهل تكفيني ﻷصبح متمكنا، حيث أحب الفتاوى وعندي شيء يشدني إليها، فكيف أدرسها بلا شيخ؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فظاهر كلامك أنك تقصد مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ بقرينة قولك في السؤال الثاني كتبت منذ 700 عام تقريبا.

وعليه؛ ففتاوى شيخ الإسلام ليست على درجة واحدة من حيث صعوبتها وسهولتها، وبما أنك قد أكملت المستوى الأول من التدرج في سلم العلم، فيمكنك قراءة بعض الرسائل من مجموع الفتاوى، فهو يحتوي على كثير من المسائل والرسائل، منها ما تصلح للمتوسط في العلم، ومنها ما لا تصلح إلا لمرحلة متقدمة، وتفصيل ذلك يطول، فنصيحتنا أن تستعين بأحد أهل العلم حتى يرشدك لبعض هذه الرسائل التي يمكنك قراءتها.
وأما بخصوص السؤال الثاني: فكون هذه الفتاوى تصلح لهذا الزمان، فلا شك في ذلك، خصوصا إذا علمت أن من أبرز خصائص منهج شيخ الإسلام في الفتاوى والتأليف بصفة عامة اعتماده على الكتاب والسنة وفهم الصحابة وغيرهم من سلف الأمة، ومعلوم أن هذا الدين صالح ومصلح لكل مكان وزمان، وما زال العلماء إلى يومنا هذا ينهلون من كتب شيخ الإسلام الموجود منها في مجموع الفتاوى وفي غيره.
وأما عن وجود أخطاء في مجموع الفتاوى؟ فمن يسلم من الخطأ فيما يكتبه أو يقوله حاشا الأنبياء، ولكن العبرة بقلة الخطأ وكثرة الصواب، وإذا بلغ الماء القلتين لم يحمل الخبث.
والأخطاء الموجودة في مجموع الفتاوى معظمها إما أخطاء في الطباعة أو النسخ، أو اجتهادات خالفه فيها بعض أهل العلم، أو نحو ذلك.
ولا يشك منصف أن في كتب شيخ الإسلام عامة من العلوم الشرعية المهمة والتحقيقات البديعة والفوائد النفيسة التي يعجز عن الإتيان بمثلها كثير من العلماء.
هذا؛ وقد ذكرنا في عدة فتاوى بعض النصائح المتعلقة بطريقة طلب العلم، وأسماء الكتب المقترحة في عدة فنون، فراجع منها على سبيل المثال الفتاوى التالية أرقامها: 20885، 21753، 57232، 18607، 22007، 170619.

وأخيرا ننصح السائل بسماع محاضرة لفضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله ـ بعنوان: كيف تقرأ كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فانظرها على هذا الرابط:
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=885.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني