الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التقدم بطلب للإقامة في دولة لا تحكم بشرع الله

السؤال

ما حكم تقديم طلب إقامة في دولة لا تحكم بشرع الله، وخاصة إذا كان فيه شروط مستمدة من قوانين وضعية، حيث قد يرى البعض هذا من إعلان الولاء للطاغوت؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواقع الذي عمت به البلوى في الأعم الغالب من بقاع الأرض، لا يترك لمثل هذا السؤال محلا!!! وإلا فكم من دول العالم العربي ـ فضلا عن غيره ـ لا تطبق أحكام الشريعة في كل شؤونها؟! والذي يمكن أن يطالَب به المسلم: ألا يقر باطلا ولا يرضى به، بل يكرهه وينكره ولو بقلبه، فإن فعل ذلك فقد أدى ما عليه، ولا يصح بعد ذلك وصفه بتولي الطاغوت أو موالاته، لأن ذلك إنما يعني محبته ومناصرته وإقراره ومتابعته على باطله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها. رواه أبو داود وحسنه الألباني.

وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع. رواه مسلم.

وهذا في حق من يستطيع إقامة شعائر دينه، ويأمن على نفسه الفتنة، في أي بلد كان، ولو كان عنده سعة في اختيار مكان إقامته، فكيف بمن ليس له مثل هذه السعة؟ فالأمر في حقه أوضح وأظهر، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني