الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من النفاق بدون وسوسة علامة صحة

السؤال

هل الأمراض القلبية من النفاق (الرياء والعجب) فأنا حديثة التوبة، وكل عمل أريد القيام به، وكلما حاولت إصلاح شيء في نفسي، يتبين لي أنه نفاق مني. وتساورني وساوس حول النفاق كثيرا، وكلما قرأت القرآن، أجد آيات تنطبق علي، وهذا الأمر يخيفني ويرهقني.
أرجو منكم الإجابة.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا شك في خطر أمراض القلوب من الرياء والعجب ونحوها، وأن العناية بدفعها أولى من العناية بعلاج أمراض الأبدان، فإن صلاح القلب صلاح لسائر البدن، ولكن الاسترسال مع الوساوس، والانهماك فيها مما قد يقعد عن العبادة، ويحول بين المرء، وبين إصلاح عمله والاجتهاد في طاعة ربه، فعليك أن تحققي الموازنة، فلا تسترسلي مع هذه الوساوس، ولا تمكني لها في قلبك، ولا تفتحي للشيطان الباب حتى يفسد عليك عباداتك، وفي الوقت نفسه لا تغفلي عن قلبك وإصلاحه وتعاهده، والنظر في أمراضه، والسعي في علاجها، واستعيني على ذلك بكثرة قراءة كلام الأئمة الموثوقين المعنيين بالكلام على أمراض القلب وشفائها، كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، والحافظ ابن رجب رحمهم الله.

وخوفك من النفاق، هو علامة خير بلا شك، فيدعوك هذا إلى الاجتهاد في إصلاح عملك، وتنقية قلبك، مستعينة على ذلك بالله تعالى، داعية له متوكلة عليه في صلاح قلبك، ولكن لا يسوغ أن يتحول هذا الخوف إلى خوف مرضي تتركين بسببه الأعمال الصالحة، ويحول بينك وبين العبادات التي بها تزيدين قربا من الله تعالى، نسأل الله أن يصلح فساد قلوبنا أجمعين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني