الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول: علمني الزمان .. جمعتنا الظروف

السؤال

ما حكم من يقول: علمني الزمان، أو علمتني الحياة، أو جمعتنا الظروف، وغيرها، مع اعتقاد أنها مجرد سبب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذه الألفاظ قد جرت على ألسنة كثير من الناس، وهي من المجاز في الكلام، والتوسع فيه، وذلك جائز. وراجع الفتوى رقم: 136957، ففيها جواز إطلاق بعض العبارات كقول بعضهم: ساقني القدر، وهي قريبة في المعنى من قول: جمعتنا الظروف.
وجاء في فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله- ما نصه: ما جرى على أَلسنة بعض الناس من إضافة السماح إلى الدهر ونحو ذلك. فهو كإضافة المجيء والذهاب إلى الدهر ونحو ذلك، لا فرق بينهما، وهو شيء شائع، وموجود في الكتاب والسنة كقوله سبحانه: (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ)، وكقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَأتِيْ عليْكمْ زمانٌ إلاَ وَالَّذِي بَعْده شرٌ مِنْه)).

ومعلوم أَن المتكلم بهذه الكلمة، لا يقصد أَن الدهر يتصرف بنفسه، بل يعتقد أَن الدهر خلق مسخر، لا يجيء ولا يذهب إلا بمشيئة الله سبحانه، وإنما هذا من باب التجوز والتوسع في الكلام كقوله سبحانه: (جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ) . على أَن الأَدب تركها وأَمثالها، أَما لو قصد أَن الدهر يفعل حقيقة، فهذا لا شك أنه إشراك مع الله سبحانه. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني