الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من قال لملحد بعد المناظرة: لا تؤمن

السؤال

ما حكم من يقول لشخص ملحد، بعدما حاول إقناعه بالإيمان ولم يؤمن، يقول له: لا تؤمن. هل يكون هذا القول كفراً؟
وما حكم من قال لشخص ملحد يستهزئ، ويقول عن دين الإسلام بأنه متخلف، نحن سعيدون بالتخلف؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا الذي قال للملحد: لا تؤمن، لا يقصد إقراره على ما هو عليه، وإلا لما حاول مناظرته وإقناعه، وإنما يقول له ذلك على جهة التهديد والتخويف؛ كقول الله تعالى: فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ {الكهف:29}.

ومن ثمَّ، فلا حرج عليه، ولا إثم في هذا أصلا، فضلا عن أن يكون كفرا، فكأنه يقول له: لا تؤمن، وسترى عاقبة ذلك، وكذا قول القائل: نحن سعداء بالتخلف، إنما هو لقطع الخصم، وكفه عن الجدال بالباطل، وبيان أنا لا نترك ما نحن عليه من الحق مهما وصفتموه بالأوصاف المنفرة، فكل هذا لا حرج فيه.

وإنما أنت أتيت من جهة الوسوسة التي أنت مصاب بها، خاصة في هذا الباب، ومن ثم فنحن نحذرك من الوساوس، خاصة في هذا الباب؛ فإن الاسترسال معها يفضي إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني