الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إرسال المرأة صورة لجسدها بدون الوجه للراغب في خطبتها

السؤال

سؤالي كالتالي: إذا كان الرجل على قدر من الدين، ويغلب على ظني أنه من أهل الخير، وجاد جدا يبحث عن زوجة، ويصرح بذلك علنا بأنه يبحث عن زوجة، هو في مدينة، وأنا في مدينة، لديه مواصفات جسدية معينة يريدها في زوجته، طلب صورة جسم للفتاة بدون وجه، هو لا يهمه وجه المرأة بقدر ما يهمه جسدها. فبما أنه لن يعرف الوجه، فلن يستطيع نشر صور الفتاة -لا سمح الله- مستقبلا، فهنا ينتفي الضرر، علما بأني قرأت فتاويكم الخاصة بهذه المواضيع، وأنتم جزاكم الله خيراً تحرصون على نقطة، وهي أن الصور قد تُنشر، ولكن عقليا الخوف من إرسال صورة الوجه؛ لأن الشخص يعرف بوجهه، وأنا أنتقب ولله الحمد، فلا أستطيع إرسال صورة وجهي.
فهل يجوز لي إرسال جسمي بلباس غير فاضح، بدون وجه طبعا، مع العلم بأن الرجل واضح، وملتزم، وجاد جدا، هذا ما أحسبه عليه، والله حسيبه.
أتمنى الرد عاجلا.
شكر الله لكم سعيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك أن ترسلي لهذا الرجل الأجنبي صورة تظهر فيها تفاصيل بدنك، ولو كانت بملابس غير فاضحة، فإنّ المباح نظره من المخطوبة عند الجمهور هو الوجه والكفان، وانظري الفتوى رقم: 27234، والفتوى رقم: 208753
وإذا أراد الخاطب الزيادة على الوجه والكفين، فيمكنه أن يرسل امرأة تنظر إلى المخطوبة.

قال الشيخ زكريا الأنصاري: فَإِنْ لم يَتَيَسَّرْ نَظَرُهُ إلَيْهَا، بَعَثَ امْرَأَةً أو نَحْوَهَا تَتَأَمَّلُهَا وَتَصِفُهَا له؛ لِأَنَّهُ صلى اللَّهُ عليه وسلم بَعَثَ أُمَّ سُلَيْمٍ إلَى امْرَأَةٍ، وقال: اُنْظُرِي عُرْقُوبَيْهَا، وَشُمِّي عَوَارِضَهَا. رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ..... وَيُؤْخَذُ من الْخَبَرِ أَنَّ لِلْمَبْعُوثِ أَنْ يَصِفَ لِلْبَاعِثِ زَائِدًا على ما يَنْظُرُهُ هو، فَيَسْتَفِيدُ بِالْبَعْثِ ما لَا يَسْتَفِيدُهُ بِنَظَرِهِ. أسنى المطالب في شرح روض الطالب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني