الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم

السؤال

في سؤال لأحد الأشخاص، وكان السؤال: لماذا تأكل وتشرب؟ فقال: للبقاء حياً، وتم سؤاله مرة أخرى: بماذا تريد البقاء حياً؟ هل يجب أن يكون الجواب لمثل هذا السؤال: أنه يريد البقاء حياً لعبادة الله؟ وإذا كان الجواب مختلفاً.
فهل فيها نوع من الشرك الأصغر أو الأكبر، مع أني أعلم أني مهما بقيت حياً سوف أبقى أقوم بعباداتي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا ريب أن الوظيفة الكبرى التي خلق الله لها الناس، هي أن يعبدوه وحده، ولا يشركوا به شيئا، كما قال سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات:56}،. وقال تعالى: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ {الحجر:99}.

فإذا عرف المسلم هذه الحقيقة، اشتغل بطاعة الله وعبادته، وقدم مراد الله على كل مراد، وجعل تلك العبودية نصب عينيه، فلا ينفك عنها في حال من حالاته.

وأما الإجابة عن السؤال المذكور: فإن وقعت بغير هذا الجواب، فهي إجابة خاطئة، تحتاج إلى تصويب، وتنبيه لهذا الشخص المجيب، وليس ذلك من الشرك، إلا أن يذكر الشخص أنه يعيش مثلا لعبادة غير الله.

ونحن نحذرك من الوساوس التي تدل عامة أسئلتك على أنك مصاب بها، فاعلم أن الاسترسال مع الوساوس خاصة في هذا الباب، يفضي إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني