الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطهارة من المذي وما لا قاه من أشياء

السؤال

أكرمكم الله كنت قد ابتليت بالاستمناء مع مشاهدة المواقع الإباحية، وأثناء مشاهدتي تظهر قطرة من المذي على رأس الذكر، وهذا المذي لا يتعدى رأس الذكر ولا ينزل، لكنني كنت لجهلي أمرر عليه الماء ظنا مني أنني أطهره بذلك، وأواصل الاستمناء وربما ظهرت قطرة أيضا لا تتجاوز رأس الذكر فأمرر عليها الماء أيضا، وهذا الماء يصيب يدي وبدني والفراش، وبعد الاستمناء وخروج المني دفقا أقوم وربما أمسكت الحنفية وغسلت يدي، وربما أمسكت مقبض الباب، ولست على يقين، وأشك في تنجس هذه الأشياء، فأصبت بالوسواس وبدأ الشك ينتقل إلى أشياء أخرى، وكنت قد قرأت بعد هذا على موقعكم أنه يعفى عن يسير المذي خصوصا للموسوس، فهل هذا من اليسير؟ وكيف أوقف سلسلة الشك في انتقال النجاسة خصوصا أن البيت فيه أيضا من يستعمل الحنفية وكل ما شككت في لمسه؟ وكيف أصحح الخطأ بحيث أصبح على يقين من أنني على طهارة في ثيابي وفي بدني؟ وكيف أطهر البيت والفراش والبدن؟ وادعو لي بالشفاء من هذه الأمراض التي ألمت بي.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجب عليك أولا التوبة إلى الله من فعل ما ذكر، وأما المذي: فإنه نجس، وكيفية تطهيره مبينة في الفتوى رقم: 50657

وقد ذكرت أنك كنت تصب الماء على الموضع المتنجس، وهذا كاف في تطهيره، والماء المنفصل عن إزالة النجاسة محكوم بطهارته إذا كان غير متغير بها، كما في الفتوى رقم: 170699.

وأما المني: فإنه طاهر، ومن ثم فلا إشكال.

وعليك ألا تحكم بتنجس شيء إلا إذا حصل لك بذلك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه، وإذا شككت في انتقال النجاسة إلى موضع معين، فالأصل عدم انتقالها، فاعمل بهذا الأصل وابن عليه حتى يحصل لك اليقين الجازم بخلافه، واعلم أن المتنجس الجاف لا ينجس ما لاقاه من الأشياء الجافة، وعند بعض العلماء أنه لا ينجس ما لاقاه من الأشياء الرطبة أو المبتلة بالضابط المبين في الفتوى رقم: 154941.

وعليك أن تطرح الوساوس وألا تعيرها اهتماما، فإن استرسالك مع الوساوس يفضي بك إلى شر عظيم، وانظر الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني