الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على المستطيع بقدر استطاعته

السؤال

كنت مؤخرا عند أهلي، واشتريت من مركز تسوق بالحي بعض الأغراض، وعند عودتي للبلد الذي أقطن فيه لاحظت أن ورقة الشراء مكتوب عليه عنوان المركز ـ شارع عبد الرحمان ـ ومما لا يخفى عليكم أن الزبائن يلقون هذه الأوراق في سلة القمامة، وهذا لا يجوز كما ذكرتم، فما هو واجبي نحو هذا الأمر؟ وهل يجب أن أتصل بأصحاب مركز التسوق وأنبههم على هذا الأمر؟ أم يكفي أن أحذر معارفي؟ كما أن الشارع نفسه الذي يسكن فيه أهلي اسمه: عبد الله ـ فماذا أفعل؟ كما أعرف أشخاصا أسماؤهم مركبة من أسماء الله، فهل يجب أن أتصل بهم عبر من لي بهم صلة مباشرة وأحذرهم من امتهان أسماء الله؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الأوراق المشتملة على اسم الله تعالى لا يجوز استعمالها في ما يعد امتهاناً وابتذالاً، فقد جاء في فتاوى ابن حجر الهيتمي: سئل: هل يحرم دوس الورق أو الخرق المكتوب عليها اسم الله أو اسم رسوله؟ فأجاب: نعم يحرم دوس ذلك لأن فيه إهانة، وينبغي أن يلحق بذلك كل اسم معظم. اهـ.

وأما عن كلامك مع من رأيته يستهين بهذه الأوراق ويرميها في الأماكن المستقذرة: فيدخل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو واجب على المستطيع بقدر استطاعته، فقد قال الله تعالى: وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ {لقمان: 17}.

وفي الحديث: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.

وأما الاتصال بالشركات ومن يتسمون بتلك الأسماء لتحذيرهم من رمي الأوراق، فلا يلزم، وهو أمر شاق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني