الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الوالدين زواج ابنهما بحجة الخوف من إساءة الزوجة لأولاده

السؤال

رجل في الثلاثين طلق زوجته، ولديه ابن عمره 5 سنوات، ومرّ على انفصاله أكثر من 4 سنوات، وبعد طلاقة أراد أن يتزوج، ولكن والديه رفضا رفضًا قاطعًا؛ لخشيتهم أن تأتي زوجة وتقوم بالإساءة إلى الابن، وقالا له: إذا أردت أن تتزوج فسنقطع علاقتنا بك، وإذا حاول أن يتزوج، فلن يوافق عليه أحد دون وجود أهله، وهو يخشى أن يقع في المحرمات، ولا يريد معصية والديه، فماذا يفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ففي البدء نقول: إن أمكن أن يراجع هذا الرجل زوجته، ويجمع شمل الأسرة ربما كان ذلك أفضل، ففراق الأبوين قد يكون له أثر سيء على هذا الطفل، وإن لم يكن بالإمكان أن يراجعها، وأراد أن يتزوج من أخرى، فله ذلك، وليس لوالديه الحق في منعه منه؛ لأن الشرع قد ندب إلى الزواج، وحض عليه، هذا بالإضافة إلى أن الزواج قد يكون واجبًا في حقه فيما إذا كان يخشى على نفسه الفتنة، ونرجو مراجعة الفتوى رقم: 194929، وهي عن فضل النكاح، والفتوى رقم: 241732، وهي في حكم النكاح.

وما ذكر من الخوف من أن تأتي زوجة وتسيء إلى الابن ليس مسوغًا للمنع من النكاح، وهذا الابن حضانته حق لأمه، فإن تزوجت، أو لم تكن أهلًا للحضانة، تنتقل حضانته إلى من هي أولى به من الإناث، حسب الترتيب الذي ذكره الفقهاء، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 6256.

وطاعة الوالدين لا تجب بكل حال، وإنما تكون فيما فيه مصلحة لهما، ولا مضرة على الولد، هذا ما ذكره أهل العلم، وراجع فيه الفتوى رقم: 76303.

والأولى أن يحاول إقناع والديه للموافقة على هذا النكاح، فإن وافقا، فالحمد لله وإلا فليقدم عليه، ولعله يجد من يتفهم أمره، ويوافق على تزويجه، ولو لم يحضر والداه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني