الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من قال وهو غاضب: لا أريد التوكل على الله

السؤال

كنت في حالة غضب شديد، فقال لي أحد الأشخاص: توكل على الله، فقلت له وأنا غاضب: لا أريد التوكل على الله، فهل هذا القول كفر مخرج عن الملة؟ وهل يجب علي نطق الشهادتين والدخول في الإسلام من جديد؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمثل هذه العبارة لا ريب في بشاعتها، وقد اختلف في التكفير بمثلها، ولعل المتجه هو: أن هذه العبارة بمجردها ليست كفرا، إلا إن أريد بها الاستخفاف بعبادة التوكل، فقد ذكر الهيتمي في كتابه الإعلام بقواطع الإسلام نقلا عن بعض الحنفية: أو قيل له: قل: لا إله إلا الله، فقال: لا أقول، أو قيل له: صلّ، قال: لا أصلي، أو أصلي بغير طهارة، أو قيل له: أدّ الزكاة فقال: لا أؤدي... ففي هذه المسائل قيل: يكفر، وقيل: لا يكفر ـ ثم عقب الهيتمي قائلا: ويتجه في: لا أقول ولا أصلي ولا أزكي ولا أصوم، أو الصوم يضر، ولا أحج، أنه لا كفر فيها إلا إن أراد الاستخفاف بكلمة الشهادة أو بالصلاة أو الزكاة أو الصوم أو الحج. اهـ.

والغضب ليس رافعا للتكليف والمؤاخذة، إلا إن غُلب على عقل الشخص حتى لا يدري ما يقول، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الغضبان مكلف في حال غضبه، ويؤاخذ بما يصدر عنه من كفر، وقتل نفس، وأخذ مال بغير حق، وطلاق، وغير ذلك من عتاق ويمين. اهـ.

وعلى كل حال، فالواجب عليك التوبة إلى الله جل وعلا، واستغفاره مما فُهت به، وأما الكفر: فإن الأصل بقاء المسلم على إسلامه، ولا يزول إسلامه إلا بيقين من وقوعه في الكفر. وانظر لمزيد بيان الفتوى رقم: 133016.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني