الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريقة مناصحة الولد لأبيه الذي يفرق بين نسائه في المعاملة

السؤال

جزاكم الله عنا كل خير.
أولا: أبي متزوج من أربع، نحسبه من الملتزمين -إن شاء الله- ولكن في الفترة الأخيرة أصبح كلامه قاسيا جدا مع نسائه، وأصبح في أي موضوع تافه يهددهن بالطلاق (وقد سبق أن طلقهن جميعا، وبعد ما يقارب الشهرين، وبعد جهد كبير أرجعهن)
ثانيا: أبي يفرق بين نسائه، أي يدقق في أخطاء إحداهن، ولا يدقق في أخطاء الأخرى، وهذه الأمور تعود سلبا على أولاده كثيرا.
ولكن لا أحد يجرؤ على الكلام معه، ولكني أنا الوحيد في عدة مواقف مهمة جدا جدا اضطررت لأن أصارحه في بعض الأمور، مع الحفاظ على البر والأدب في الكلام، ولكن في هذا الموضوع أخاف إن صارحته أن أجرحه، أو أكون قد أخللت في بري له.
فما نصيحتكم لي جزاكم الله خيرا؟
وللتذكير أبي من النوع الذي من الصعب جدا أن يتقبل النصيحة من عائلته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان أبوك يظلم بعض زوجاته، أو يسيء إليهن، فعليك نهيه عن ذلك برفق وأدب، وليس في ذلك عقوق له، أو تقصير في بره.

قال ابن مفلح -رحمه الله-: قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: يَأْمُرُ أَبَوَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَاهُمَا عَنْ الْمُنْكَرِ. وَقَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ، يُعَلِّمُهُ بِغَيْرِ عُنْفٍ وَلَا إسَاءَةٍ، وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ، وَإِلَّا تَرَكَهُ، وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ. الآداب الشرعية.
فإن خشيت غضبه وضجره، ورده للنصيحة، فلا تكلمه بنفسك، ويمكنك أن توسط بعض الصالحين الذين يرجى أن يقبل قولهم لينصحوه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني