الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حقوق المصاب بالإيدز في الرعاية والنظرة الاجتماعية

السؤال

ما حكم الإسلام في مرضى الإيدز الذين تمت ولادتهم بهذا المرض من الأم التي كانت تحمل المرض؟ وهل يعتبر ذلك بلاء؟ علما بأن الإيدز لا ينتقل بالصافحة أو التنفس أو الأكل... بل عن طريق الجنس غير الآمن، ومن الممكن لمريض الإيدز الزواج وإنجاب أطفال لا يحملون المرض وللأسف بسبب تدني ثقافة المسلمين والعرب الحالية لا يعلم الكثير أسباب المرض ويظنون أنها من الفواحش والمخدرات فقط، فما هو واجب المجتمع الإسلامي تجاه هذا النوع من الناس؟ أليس من المفترض الوقوف بجانهم ورعايتهم نفسيا واجتماعيا وعلى كل مستوى متاح والنهوض بالمجتمع ثقافيا على كل المستويات..؟ أرجو تفصيل حقوقهم وحق التساوي والعمل والحياة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن ولد حاملا لهذا المرض وراثيا فهو مبتلى ببلاء عظيم، فإذا صبر واحتسب، وفوض أمره لله تعالى، واجتهد في طاعة ربه بحسب ما يمكنه، ورضي بما قضاه الله له، وعلم أن الله الذي ابتلاه بهذا هو أرحم به من أمه التي ولدته، وأن الله إنما ابتلاه بهذا لما له في ذلك من الحكمة، فهو بذلك على خير عظيم.

ثم الذي ينبغي نشر الوعي الثقافي والاجتماعي في الناس بحيث يتعاملون مع المصاب بهذا المرض بطريقة لائقة، ويعطونه ما له من الحقوق، ويقومون برعايته على كافة الأصعدة، وينبغي أن يبين للناس أن من كان مبتلى بمثل هذا المرض نتيجة وراثته له لا ذنب له في ذلك، فالواجب التعاطف معه والسعي في تأهيله ليقوم بدوره كمواطن عادي، وحتى لو فرض أن هذا كان نتيجة فعل محرم، فإن من تاب تاب الله عليه، فإذا تاب هذا الشخص توبة نصوحا، فلا يجوز أن ينظر إليه بنظرة نقص وتعيير، بل يعامل المعاملة اللائقة بمثله، ويرحم لما نزل به من البلاء، ويسعى في التخفيف عنه بكل ممكن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني