الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أسباب الثبات على الطاعة

السؤال

الحمد لله، كنت في ضلال، وكنت بعيدة عن الله تماما، ولكن تقريبا منذ ثلاث سنوات هداني الله، فأحببت الصلاة والقرآن، وأنا -ولله الحمد- محافظة على صلواتي فرضا ونفلا. والآن همي الوحيد أن يتعلق قلبي بالله، ولكنني الآن أخاف أن أرجع إلى ما كنت عليه؛ فأوسوس لنفسي حتى عندما أصلي، ولا أستطيع الخشوع، أقول: لعلي سأرجع إلى ما كنت عليه من البعد عن الله، وإذا حدث معي شيء يحزنني، أو لم أستطع أن أعبد الله حق عبادته، أقول في نفسي لعل الله كره عبادتي، أو إنني ابتعدت عن الله.
فماذا يجب علي اتجاه هذا التفكير؟ وكيف أتقرب إلى الله، وأثبت على ما يحبه الله؟
وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي منَّ عليك بالتوبة والاستقامة، ثم إن خوفك من أن تنتكسي وتعودي لما كنت عليه، أمر صحي، حسن، بشرط ألا يكون خوفا مرضيا يحول بينك وبين فعل الطاعات، بل عليك أن توظفي هذا الخوف في مزيد من التقرب إلى الله تعالى، والسعي في نيل مرضاته، والثبات على ما أنت عليه؛ رجاء أن يختم لك بخير، وعليك أن تحسني ظنك بربك تعالى، وتستحضري رحمته الواسعة، وتعلمي أنه أرحم بك من أمك، وأن رحمته وسعت كل شيء.

والذي يعينك على الثبات على الطاعة أمور:

منها: أن تكثري من الدعاء والذكر، وتسألي الله مقلب القلوب، أن يثبت قلبك على دينه.

ومنها: أن تصحبي أهل الخير من الصالحات، اللاتي تذكرك صحبتهن بالله تعالى.

ومنها: أن تدمني الفكرة في يوم القيامة، وما فيه من الأهوال العظام، والخطوب الجسام.

ومنها: أن تتفكري في أسماء الرب تعالى وصفاته؛ فإن هذا من أعظم أبواب زيادة محبته سبحانه، والحث على التقرب منه.

نسأل الله أن يعيننا، وإياك على ما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني