الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصيغ المأثورة للاستغفار

السؤال

أعرف كثيرًا عن فضل الاستغفار، لكن لا أعرف الطريقة الصحيحة، والمفضلة عند الله تعالى للاستغفار، وكيف يكون لي ورد يومي من الاستغفار؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالطريقة الصحيحة للاستغفار، تحصل بكل صيغة تدل على طلب المغفرة، وأفضلها ما كان مأثورًا عن النبي صلى الله عليه؛ فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: أستغفر الله، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا انصرف من صلاته قال: أستغفر الله - ثلاثًا. رواه مسلم.

ومنها: أستغفر الله العظيم، الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، وأتوب إليه، ففي سنن أبي داود، وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال: من قال: أستغفر الله العظيم، الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، وأتوب إليه؛ غفر له، وإن كان فارًّا من الزحف. صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.

ومن ذلك سيد الاستغفار، ولفظه، كما في صحيح البخاري: سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك، ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ومن قالها من النهار موقنًا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة.

ومنه قول: رب اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم. فعن ابن عمر قال: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي، وتب علي؛ إنك أنت التواب الرحيم. رواه أحمد، وأبو داود، وصححه الألباني، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين، إلا أن رواية أحمد فيها: الغفور، بدلًا من الرحيم.

وأما كيف يكون لك ورد يومي من الاستغفار؟: فإن بإمكانك أن تخصص لذلك وقتًا تكثر فيه من الاستغفار، وحبذا لو كان وقت السحر؛ فقد مدح الله تعالى عباده المستغفرين في ذلك الوقت، فقال تعالى: وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ {آل عمران:17}، ثم تكثر منه في أي وقت تذكره، أو يتيسر لك.

فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهماـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لزِمَ الاستغفارَ، جعلَ اللَّهُ لَه من كُلِّ همٍّ فرَجًا، ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ورزقَه من حيثُ لا يحتسِبُ. رواه أبو داود، وغيره.

وجاء في شعب الإيمان للبيهقي: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: أَكْثِرُوا الِاسْتِغْفَارَ فِي بُيُوتِكُمْ، وَعَلَى مَوَائِدِكُمْ، وَفِي طُرُقِكُمْ، وَفِي أَسْوَاقِكُمْ، وَفِي مَجَالِسَكُمْ، وَأَيْنَ مَا كُنْتُمْ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ وَقْتٍ تَنْزِلُ الْبَرَكَةُ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني