الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إمكانية وجود مخلوقات عاقلة وغير عاقلة في الكواكب

السؤال

هل يمكن وجود كائنات فضائية عاقلة؟ وهل تجوز قراءة قصة تتحدث عن حياة البشر في الفضاء؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما وجود كائنات فضائية عاقلة أو غير عاقلة، مكلفة أو غير مكلفة، فأمر ممكن، لا يجزم بثبوته ولا بنفيه، وقد نص طائفة من أهل العلم على هذا الإمكان، قال ابن عاشور في التحرير والتنوير عند تفسير قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ {الشورى: 29} يجوز أن تكون في بعض السماوات موجودات تدب فيها، فإن الكواكب من السماوات، والعلماء يترددون في إثبات سكان في الكواكب، وجوز بعض العلماء المتأخرين أن في كوكب المريخ سكانا، وقال تعالى: ويخلق ما لا تعلمون {النحل: 8}. اهـ.

وذكر ابن عطية في تخريج هذه الآية في تفسيره المحرر الوجيز وجوها، منها: أن يكون تعالى قد خلق السماوات وبث دواب لا نعلمها نحن. اهـ.

وذكر نحو ذلك الرازي في تفسيره بلفظ: لا يبعد أن يقال: إنه تعالى خلق في السموات أنواعا من الحيوانات يمشون مشي الأناسي على الأرض. اهـ.

وهو مأخوذ بلفظه من كلام الزمخشري في الكشاف، ونقل صديق حسن خان تعقب الكرخي للزمخشري، فقال في فتح البيان في مقاصد القرآن: قال الكرخي: وما جَوّزه الزمخشري... بعيد من الأفهام، لكونه على خلاف العرف العام، ولأن الشيء إنما يكون آية إذا كان معلوماً ظاهراً مكشوفاً، ومن ثم أهمل القاضي ذكره. اهـ.

وقال الطيبي في حاشيته على الكشاف: والأول أصح، كما جاء في قوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ـ إلى قوله: وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ {البقرة: 164} فدل هذا على اختصاص الدواب بالأرض. اهـ.

وقد ذكر الزمخشري نحو ذلك أيضا في قوله تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ {النحل: 49} فقال: مِنْ دابَّةٍ ـ يجوز أن يكون بيانا لما في السموات وما في الأرض جميعا، على أنّ في السموات خلقا لله يدبون فيها كما يدب الأناسي في الأرض، وأن يكون بيانا لما في الأرض وحده، ويراد بما في السموات: الملائكة، وكرّر ذكرهم على معنى: والملائكة خصوصا من بين الساجدين، لأنهم أطوع الخلق وأعبدهم.. اهـ.

وراجع لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 4170، ورقم: 71621.

وأما قراءة قصة تتحدث عن حياه البشر في الفضاء، فهذا له حكم قراءة القصص الخيالية، وقد سبق بيانه في الفتوى رقم: 323224.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني