الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يفتح المواقع الإباحية ثم يتذكر ربَّه فيغلق الجهاز فهل يؤجر أم يأثم؟

السؤال

يوجد شخص يوسوس له الشيطان أحيانًا أن يفتح المواقع الإباحية، فيكتب في الإنترنت اسم الموقع، لكنه عند عرض الصور الإباحية، أو قبل عرضها يغلق الجهاز خوفًا من الله، علمًا أنه لا يرى الملامح جيدًا، فهل يؤجر أم يأثم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن كان على هذه الحال فنرجو أن يكون مأجورًا ـ بإذن الله تعالى ـ فقد ثبت في الصحيحين عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من همّ بسيئة فلم يعملها، كتبها الله له عنده حسنة كاملة.

وهذا الشخص مع كونه مأجورًا بذلك الترك، إلا أنه على خطر عظيم إن لم يتداركه ربه بلطفه ورحمته، فإنه حائم حول الحمى، يوشك أن يقع فيه، وقريب من مصيدة الشيطان، قد يدركه ويوقعه فيها، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان: أي: لولا فضله بأن هداكم إلى الخير، ورحمته بالمغفرة عند التوبة، ما كان أحد من الناس زاكيًا؛ لأن فتنة الشيطان فتنة عظيمة، لا يكاد يسلم منها الناس لولا إرشاد الدين... اهـ.

فعليه أن يعتصم بربه، ويسلك كل مسلك تكون له فيه العصمة ـ بإذن الله ـ وهنالك توجيهات مهمة ضمناها الفتاوى التالية أرقامها: 1208، 10800، 12928، فليرجع إليها، وليحرص على العمل بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني