الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في البنوك الربوية لتعذر الحصول على عمل آخر

السؤال

ما حكم العمل بالبنوك التجارية بمصر، مع أنه لا توجد فرص عمل في أماكن أخرى في مصر؛ وذلك لانتشار البطالة؟ وأنا متزوج وأبلغ من العمر 33 سنة، ومن الصعب الحصول على وظيفة في هذا السن.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالعمل في البنوك الربوية محرم بلا ريب، وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن حكم الإسلام في العمل بالبنوك التي تتعامل بالربا مثل: بنك مصر والبنك الأهلي المصري، هل هو جائز؛ لأنه عمل بالوظائف الحكومية أو لا؟

فأجابت: الربا حرام بالكتاب، والسنة، والإجماع، وهو مما علمت حرمته بالضرورة من دين الإسلام، والعمل بالبنوك التي تتعامل بالربا حرام؛ لما فيه من التعاون على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ـ وقد: لعن الرسول صلى الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء ـ وتقرير الحكومة له، أو ترخيصها بفتح البنوك وإنشائها، أو السكوت عن ذلك، لا يبيح للمسلم التعامل بالربا، ولا يبيح له العمل فيها؛ لأنها ليس إليها سلطة التشريع، إنما التشريع إلى الله وحده في كتابه العزيز، أو وحيه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم. اهـ.

وأما مسألة الحاجة أو الضرورة لهذا العمل المحرم، فهذا مع كونه على خلاف الأصل، فإنه يختلف من شخص لآخر بحسب الحال، والاعتبار هنا للظروف الشخصية التي يحكم من خلالها بوجود الضرورة أو عدمه، فالأمر يحتاج إلى فتوى خاصة!

وعلى أية حال؛ فقد سبق لنا بيان حد الضرورة المبيحة للتعامل بالربا، وبيان حكم العمل في هذا المجال عند الضرورة حتى يوجد البديل الحلال، فراجع الفتاوى التالية أرقامها: 6501، 101803، 23001، 22169.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني