الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التواصل مع الأقارب عبر الواتساب هل يُخرِج الشخص من القطيعة؟

السؤال

لديّ موضوع هام، وهو صلة الرحم من جهة أبي, فصلة الرحم من جهة أمي -بحمد لله- جيدة, لكن من جهة أبي حدثت مشاكل من جدتي وجدي، وأعمامي وعماتي، وبعض أبناء أعمام والدي، فقد انقلبوا ضد والدي ووالدتي، ويريدون أن يطلق أبي أمي، فأنا وإخواني دخلنا في حالة حرجة لا يعلمها إلا الله, وحدثت مشاكل كبيرة، والأمر الآن لا يستهان به, فكل حرف نخرجه لأعمامي وعماتي، وجدتي، يثير المشاكل حتى لو كانت تحية فقط، فهم يريدون الفتنة بأي طريقة، ثم بعد ذلك مِن إخواني مَن قطعهم؛ لكيلا تزداد المشاكل، وأنا شخصيًّا وبعض إخواني الآخرين، نتشارك مع أقارب أبي قروب واتساب بالجوال، من بعد هدوء المشاكل، نرسل أسبوعيًّا على الأقل دعاء يوم جمعة وما إلى ذلك، فهل هذا يعد صلة رحم؟ مع العلم أننا حاولنا الإصلاح، رغم أنهم قذفونا، واتهمونا، وشتمونا، ولكن قدر الله وما شاء فعل، والحمد لله على كل حال.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فصلة الجدة وبرها واجب مؤكد، حتى ذهب جمع من أهل العلم إلى أنّ حكم الجد في البر حكم الوالد، وراجع الفتوى رقم: 22766.

وصلة الأعمام والعمات واجبة، وقطعهم محرم.

أمّا أولاد الأعمام، فالراجح عندنا استحباب صلتهم، وانظر الفتوى رقم: 11449.

وصلة الرحم تحصل بكل ما يعد في العرف صلة، وذلك يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، قال القاضي عياض: وللصلة درجات، بعضها أرفع من بعض، وأدناها ترك المهاجرة، وصلتها بالكلام، ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة، والحاجة، فمنها واجب، ومنها مستحب. ولو وصل بعض الصلة ولم يصل غايتها، لا يسمى قاطعًا. ولو قصر عما يقدر عليه وينبغي له أن يفعله، لا يسمى واصلًا. نقله العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري.

فعليكم برّ جدتكم، وصلة أعمامكم وعماتكم بالقدر الذي لا تترتب عليه مفسدة، ولا يحصل منه ضرر، فإن كان تواصلكم مع أرحامكم عبر الواتساب يعتبر في العرف صلة، وتخرجون به من القطيعة، فهو كذلك، لكن الترقي في درجات الصلة مطلوب حسب الإمكان.

ولا تيأسوا من السعي في الإصلاح؛ فإنّ فيه أجرًا عظيمًا وفضلًا كبيرًا، فقد روى أبو داود، والترمذي عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام، والصلاة، والصدقة؟" قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "إصلاح ذات البين، وفساد ذات البيت الحالقة".

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني