الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تلازم بين الاستخفاف بالمعصية والإصرار عليها وبين الكفر

السؤال

أعلم أن الاستخفاف بالمعصية كفر، فمن لديه معصية جارية مثل من لديه في بيته جهاز إلكتروني يستخدمه في المحرمات، وما لا يُترك الحرام إلا بتركه وجب التخلص منه، أو عليه قضاء صلوات لكنه يؤجلها، أو أي معصية يفعلها ولم يتب منها، ولا يستخف بها لكنه أحياناً ينسى المعصية مثلاً وقت العمل... وعند تذكرها لا يستخف أو يستهتر بها، فهل هذا كفر؟ مع أن الإنسان لا يستطيع تذكر كل شيء في حياته في نفس اللحظة طيلة اليوم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإطلاق القول بأن الاستخفاف بالمعصية كفر: قول باطل، وإنما يكون ذلك عند الاستخفاف بمن حرمها ـ وهو الله تعالى ـ والاستهتار بحقه وعظمته، وعدم المبالاة بأمره وشرعه، وهذه أمور قلبية يحتاج إثباتها إلى بيان وظهور، كأن يصرح العاصي بأنه لا يهمه ولا يشغله أحرام هذا الذي يفعله أم حلال، ولا يعنيه أرضي الله عنه أم سخط عليه، وأنه لا فرق عنده بين الحالين، ولا يلقي بالا للأمرين، فهو لا يرفع بدين الله رأسا، فهذا من المعرضين، والإعراض من أنواع الكفر ـ والعياذ بالله ـ كما سبق التنبيه عليه في الفتويين رقم: 234166، ورقم: 347791.

فلا تلازم بين الاستخفاف بالمعصية، وبين الكفر، كما أنه لا تلازم بين الإصرار عليها ـ ولو كانت كبيرة ـ وبين الكفر أيضا كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 130184.

ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 347041.

وإذا تبيَّن هذا، عرف السائل أن الأمثلة التي ذكرها لا يتحقق فيها كفر العاصي، ولا يصح الحكم به عليه!! والأمر لا يحتاج إلى تفصيل، بقدر ما يحتاج إلى لفت النظر لضرر التكلف والتشدد والوسوسة في أمور الكفر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني