الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظرة الإسلام لأصحاب الذنوب والسوابق التائبين

السؤال

ما هي نظرة الإسلام لأصحاب السوابق؟ هل يحكم عليهم بالإعدام الاجتماعي؟ هل يقل شأنهم وقدرهم بسبب ما سجل عليهم من جرائم ربما بسبب الفساد لا تمحى من تاريخهم الجنائي فضلا عن نظرة المجتمع؟ هل معنى وقوع شخص في جريمة مشينة ألا نزوجه وندمجه في المجتمع؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالله تعالى قد فتح باب التوبة لجميع المكلفين، ومهما كانت ذنوب الشخص عظيمة فإنه إذا تاب منها قبل الله توبته، وأقال عثرته، ورجع من ذنوبه كمن لم يذنب، كما قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه، والشخص الذي كان مسرفا على نفسه، فارتكب حال فسقه بعض الجرائم ثم تاب وحسنت توبته، فقد انتقل من الفسق إلى العدالة، ووجب على المجتمع معاملته بمقتضى الحال التي انتقل إليها، ولا يجوز لأحد تعييره بما سبق منه من الذنوب، ولا يجوز لأحد ذكره بسوء أو اتهامه بفسق أو غيبته لما وقع منه من قبل، بل من علم صدق توبته وصحة استقامته، وصار يحافظ على الفرائض ويترك المحرمات صار عدلا مرضيا غير مثرب عليه بما فعله من قبل، فهذه هي نظرة الإسلام لأصحاب السوابق، فمن كان منهم مصرا على معصيته وإجرامه فإنه يحذر، ويحذر منه، ومن علمت توبته وصحت استقامته محي عنه عار ذلك الذنب، وزالت عنه تبعته، وصار عضوا صالحا في المجتمع، له ما للناس من الحقوق، وعليه ما عليهم، وتقبل شهادته، ويصح منه كل ما تشترط فيه العدالة من الأعمال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني