الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تقبل توبة من تاب وعاد للمعصية؟

السؤال

ما حكم من انتكس في رمضان الماضي، وعاد إلى المعاصي، وفاتته التوبة. هل له توبة، خصوصا أنه يشعر أنه لا توبة له بسبب عودته إلى المعاصي آلاف المرات، هو يعلم الأحاديث في قبول التوبة، لكن هو في حيرة وشك وخوف، خصوصا أنه قرأ في فتاوى أن التوبة النصوح، أفضل من العودة إلى المعصية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فباب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد، حتى تطلع الشمس من مغربها، ومهما تكرر الذنب، فإن الشخص إذا عاد إلى الله، وتاب من ذنبه توبة نصوحا، فإن الله تعالى يقبل توبته، ويقيل عثرته، كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، ويرجع هذا التائب من ذنوبه كمن لم يذنب، كما قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

فإن عاد وأذنب، فليعد وليتب، ولا يمل من تكرار التوبة مهما تكرر الذنب، وليحرص على تحقيق شروط التوبة من الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم مواقعته، والندم على فعله. فبدون هذه الشروط، لا تكون التوبة نصوحا مقبولة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني