الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قيمة كل امرئ ما يحسنه

السؤال

عندي مشكلة يا شيخ: فطولي 159، وهذا يسبب لي حرجًا أمام الناس، وكنت أريد أن أتزوج، وبعد علمي أن النساء لا يقبلن الرجل القصير أخرجت فكرة الزواج من رأسي.
يا شيخ والله، لو أشرح لك من اليوم للغد لن تتخيل كم أن طولي مؤثر عليّ، فانصحني ماذا أفعل؟
هل لو دعوت الله أن يطولني سيستجيب؟ أم إن وقت نموه قد توقف ولا يُطولهُ الله؟ أنا أعلم أن الله على كل شيء قدير، لكن قصدي أن الله لا يُطيله؛ لأن وقت النمو توقف، فهل من الممكن ذلك أم إن الله سوف يطولني إن دعوته؟
أسألك بالله أن تجيبني بدون مجاملات، هل أنا قزم أم قصير أم متوسط الطول؟
هل ممكن أطول بعد ٢١؛ فأعطني حلًّا، وسوف أدعو لك في الحرم.
لو دعوت الله فهل ممكن أن يصير طولي ١٧٥؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولًا أن حد طول قامتك المذكور أقرب إلى الاعتدال، وكثيرون هم من قامتهم مثل قامتك، وربما دونها، فلست -والحال ما ذكر- ممن يعدون من الأقزام، أو نحو ذلك، ثم إن قيمة الشخص هي ما يحسنه، ويبرع فيه من المجالات، وما يقدمه لدينه، وأمته من الخدمات، وليس طول القامة مؤثرًا في ذلك بالمرة.

فعليك أن تجتهد في دراستك، ثم في عملك؛ لتكون رجلًا نافعًا لدينك، وأمتك، وساعتها سترضى بك كل فتاة عاقلة، وكأين من قصير القامة برع ونبغ؛ حتى صار مثلًا يُحتذى، فليس الطول بمعيار للفلاح، ولا القصر بدليل على الفشل، فأخرج هذه الأفكار من رأسك، وارض بما قسمه الله لك، واعمل في حدود طاقتك، وقدراتك، وإمكانياتك؛ مستعينًا بالله تعالى، طالبًا منه التوفيق، ولا تلتفت البتة إلى هذا الأمر، ولا تعده عيبًا تستحيي منه، فإن كل خلق الله حسن، واختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه.

وادع الله أن ييسر لك زوجة صالحة، وسيكون هذا -بإذن الله-.

وأما دعاؤك المذكور فقد بينا حكمه في الفتوى رقم: 117198 فانظرها للفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني