الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية إحسان الظن بالله تعالى

السؤال

هل يجوز حمل المصحف بكلتا اليدين في صلاة قيام الليل بسور طويلة؛ لأني سابقا كنت أحمله بيد واحدة، ولكن أشعر بتعب شديد، وأنا نحيفة جدا، وعندي ضعف نظر. والآن من يومين بدأت أحمل المصحف بيدي الاثنتين، وأنا لا أتحرك كثيرا، فقط أقلب الصفحات، وعند الركوع أضعه على كرسي بجانبي، وأنا أمسكه بكلتا اليدين: أولا: لكي لا أتعب إذا أمسكته بيد واحدة، وثانيا لكي أرى بوضوح.
وعندي مسألة أخرى: كيف أثق بربي ويزيد يقيني به؟ لأنه مرة حكت لي صديقة قريبة مني جدا، وأنا أتأثر بكلامها وأقلدها في كل شيء، وكنا في فترة المراهقة، وكنا نشاهد أفلام كرتون عن مجموعة شباب يراقبهم وحش كبير جدا لونه أسود، ينظر لهم من السماء، وكان يؤذيهم من دون سبب، وهم يحاولون التغلب عليه، وكانت تقول لي: هذا الله، أستغفر الله، وأتوب إليه، وتعالى الله عما يصفون.
وكانت عندما تراني ألتزم بالصلاة تقول لي بأن الله لا يفعل أي شيء تريدينه، اتركي التقرب إلى الله، ودائما كلامها في عقلي لا إراديا أتذكر كلامها، وبأنه لا ينفع أن أدعو أو ألتزم بدعاء أو صلاة.
أرجوكم ساعدوني، أريد أن أثق بربي، وأنا تركت هذه الصديقة منذ زمن، وأنا -الحمد لله- أحافظ على الصلوات المفروضة قدر المستطاع، وأنا أستغفر الله، وألتزم بكل أسرار إجابة الدعاء، وأبتعد عن كل موانع الدعاء، ولكن عندما أدعو الله بشيء لأثق بأنه سوف يستجيب، أتذكر أفلام الكرتون، وشكل الوحش، ولكن أستغفر، وأحاول أن أغير تفكيري.
كيف أحسن ظني بالله، رغم كل تعبي والتزامي إلا أني من داخلي لا أؤمن بالاستجابة وأسيء الظن، لا أعرف لماذا؟ ساعدوني أنا أعرف أن تفكيري خطأ، ولكن كيف أحسن ظني بالله، وأغير نظرتي بربي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك في حمل المصحف بالصفة المذكورة، وإن كان الأولى أن تضعي المصحف أمامك على حامل أو نحوه تفاديا للاشتغال بحمله الذي دعا بعض العلماء إلى القول ببطلان الصلاة به. ولتنظر الفتوى رقم: 1781.

وأما عن سؤالك الثاني فعليك أن تحسني الظن بربك تعالى، ويعينك على ذلك استحضار صفات جماله سبحانه؛ كرحمته بعباده، وبره بهم، ولطفه وإحسانه إليهم، وتدبري في نعمه الكثيرة التي أولاك إياها، وإحسانه إليك مذ كنت حملا في بطن أمك، وألطافه التي ما زالت تتوالى عليك، فهو سبحانه بر رحيم رؤوف كريم، فالتفكر في هذه الأسماء والصفات، وفي هذه الأفعال والمنن الإلهية مما يعين على إحسان الظن به تبارك وتعالى.

والحمد لله أن تركت صحبة هذه الفتاة، فإنها صاحبة سوء، وعليك أن تصحبي أهل الخير والصلاح، وأن تعلمي أن من أعظم أسباب إجابة الدعاء أن تدعي وأنت موقنة بالإجابة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني