الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

روث وبول القطط.. الحكم.. وتطهير ما يصيبه

السؤال

أربي قطة في المنزل، وأعاني من مسألة النجاسة من عدة جوانب، مثلا لديها مكان مخصص لقضاء حاجتها، أحيانا عندما تقضي حاجتها تتسخ بالبول أو الروث؛ لأن وبرها طويل، ولديها صغار، كما نعلم أن الصغار لا يتحركون، وتحفزهم الأم بلعق مكان الإخراج حتى يتغوطوا؛ فتتنجس هي أو المكان الذي لمس البول أو الغائط، حتى إن قطط الشارع تأتي أحيانا متسخة بالغائط أو البول، وكما سمعت أنه نجس، وأنا أعاني من وسواس شديد جداً في مسألة إزالة النجاسة، وأعاني مشقة هائلة عند إزالتها. فكيف أفعل معها؟ وهل هناك قول بعدم نجاسة بول أو روث القطط الأهلية؛ لأني تعبت جداً من هذه المسألة؟ فهل أجد أي رخصة في ذلك، حتى تخفف عني ما أنا فيه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننصحك أولا بمجاهدة الوساوس والإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وانظر الفتوى رقم: 51601، ولا تحكم بتنجس القطة، أو موضع ما من بدنها إلا بيقين جازم تستطيع أن تحلف عليه، ومن ثم فلا تحكم بانتقال النجاسة منها إلى ما لامسته إلا بمثل هذا اليقين، ثم إن كانت النجاسة جافة، فإنها لا تنتقل إلى ما لاقته من اليابسات، وانظر الفتوى رقم: 117811.

أما بخصوص أرواث ما لا يؤكل لحمه، فاعلم أن أكثر العلماء على القول بنجاستها، بل قد حكي الإجماع على ذلك، وراجع الفتوى رقم: 344953، ويمكنك الأخذ بقول من يرى العفو عن يسير النجاسة مطلقا، وانظر الفتوى رقم: 134899.

وإذا تيقنت تنجس موضع معين وأردت تطهيره، فإن الأمر يسير، فإن ذلك يكون بصب الماء عليه ومكاثرته به، كما أن الأرض تطهر بالجفاف عند كثير من أهل العلم، ولا حرج عليك في العمل بهذا المذهب، وانظر الفتوى رقم: 181305.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني